طرابلس، ليبيا (CNN) -- أكد مسؤول عسكري أمريكي، الاثنين، إطلاق الكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي، لصاروخ قصير المدى من طراز "سكود"، على الثوار في مدينة "البريقة."
وفي الأثناء، تتواصل المعارك بين الجانبين في مدينة "الزاوية"، فيما عزت حكومة طرابلس سفر وزير الداخلية الليبي نصر المبروك عبدالله، إلى مصر، بأنه لأسباب شخصية.
وذكر المصدر الأمريكي أن الصاروخ أطلق من منطقة يسيطر عليها كتائب القذافي، تبعد 50 ميلاً شرقي مدينة "سرت"، واستقر في منطقة صحراوية شرقي البريقة."
وميدانياً، تتواصل المعارك بين الثوار وكتائب في "الزاوية" التي ذكرت تقارير صحفية ليبية أن مقاتلي المعارضة باتوا يسيطرون على مصفاة بالمدينة، غربي ليبيا منذ مساء الأحد، بعد ما وصفته بـ"معارك طاحنة."
إلا أن مراسلة صحيفة "التايمز" البريطانية، ديبورا هاينس، التي غادرت "الزاوية" الاثنين، شككت في ذلك قائلة: "في هذه اللحظة من الصعب للغاية القول من يسيطر على المدينة... الثوار يقولون إنهم بسطوا سيطرتهم على 80 في المائة منها، لكن الوضع على الأرض مائع للغاية."
وذكرت هاينس أن قناصة القذافي تمترسوا داخل المباني بالساحة الرئيسية بالمدينة حيث أمطرهم الثوار بقذائف "أر بي جي."
وأوضح حسن جويلي، من المقاتلين بين صفوف الثوار، أنهم يسيطرون على "الزاوية" باستثناء الأجزاء الشرقية منها.
وتعرضت المدينة للقصف بصواريخ "غراد" أطلقتها كتائب القذافي من بلدة "جنزور" المجاورة ما أدى لمقتل اثنين من الثوار، لتصل حصيلة خسائرهم في "الزاوية" إلى 11 قتيلاً، إضافة إلى عشرات الجرحى.
وفي وقت سابق، قالت الحكومة الليبية إن قواتها نجحت في صد الهجوم على الزاوية، مؤكدة أنها ما تزال في قبضتها.
من جهته، قال العقيد جمعة إبراهيم، الناطق باسم الثوار، إن القوات المناهضة لحكم القذافي "تسيطر على معظم أحياء الزاوية."
وأضاف إبراهيم أن الثوار باتوا يسيطرون على الخط الساحلي الذي يمتد غربي مدينة الزاوية وصولاً إلى مركز رأس جدير الحدودي مع تونس، رغم أن قوات القذافي ما تزال تسيطر على نقطة رأس جدير نفسها.
أما القيادي الميداني للثوار، عادل الزنتاني، فقد قال إن ما يجري في الزاوية حالياً هو عملية "تطهير" تستهدف من تبقى من عناصر القذافي، مشيراً إلى وجود ما وصفها بـ"صدامات محدودة" بالمدينة، وأضاف: "الوضع تحت السيطرة ولكن تطهير المدينة سيتطلب بعض الوقت."
وبحسب ما أكده الزنتاني، فقد وصل الثوار إلى ضواحي مدينة صرمان، وتوقع القيادي الميداني أن تتمكن مجموعات الثوار من السيطرة على المدينة الواقعة على البحر المتوسط خلال الفترة القصيرة المقبلة.
طرابلس: سفر المبروك لأسباب شخصية
وعلى صعيد متصل، أطلق وصول وزير الداخلية الليبي إلى القاهرة على متن طائرة خاصة قادمة من جزيرة جربة التونسية، وكان برفقته تسعة من أفراد عائلته، تكهنات بانشقاق جديد بين أعوان القذافي عنه.
ورفض الناطق باسم حكومة طرابلس، موسى إبراهيم، التعقيب على انشقاق المبروك بدعوى أنه لا يصدر تعليقات بشأن قرارات شخصية اتخذها الوزير، مضيفاً: "لاحظنا بأنه يتعرض لضغوط اجتماعية قوية.. ومن غير اللائق الخوض في تفاصيل هي شخصية."
وأضاف: "كان يقع تحت ضغوط اجتماعية وعاطفية لم يتحملها وفضل المغادرة وهذا قرار شخصي."