طرابلس، ليبيا (CNN) -- انهارت المفاوضات بين المجلس الوطني الانتقالي الليبي والموالين للعقيد الليبي، معمر القذافي، لتسليم آخر معاقلهم، ما قد يمهد الطريق لهجوم عسكري وشيك على بلدة "بني وليد" التي تطوقها قوات المعارضة من ثلاث جهات.
وقال عبدالله كنشيل، كبير مفاوضي المجلس الانتقالي، إن المفاوضات تعثرت إثر رفض شيوخ القبائل الحضور إلى المكان المحدد للتفاوض، وهو مسجد خارج البلدة، ومطالبتهم مقاتلي المعارضة بدخول البلدة عزل من السلاح، وهو أمر تم رفضه.
وصرح كنشيل أن المفاوضات انتهت من جانبهم، مضيفاً: "الأمر متروك للمجلس الوطني ليقرر الخطوة القادمة."
إلا أن أحد أبناء الزعيم الليبي المخلوع، الساعدي القذافي، قال لكبير مراسلي CNN، نيك روبرتسون، إن مفاوضات وقف إطلاق النار كانت تجري على نحو جيد، وحتى الخطاب "العدواني" الذي ألقاه شقيقه، سيف الإسلام، مؤخراً.
ورأى الساعدي، في حديث بالهاتف، عدم جدوى إجراء المزيد من المفاوضات، مبديا اعتقاده بأن قوات المجلس الانتقالي على وشك اجتياح "بني وليد."
ولفت إلى حياديته مشيراً إلى أنه لا يقف إلى جانب أي من طرفي النزاع المسلح الذي أطاح بوالده بعد 42 عاماً في الحكم.
ورفض الساعدي القذافي تحديد مكان إقامته مكتفياً بالقول إنه في مكان "يبعد قليلاً عن مشارف بني وليد" وإنه يتنقل باستمرار، وذكر بأنه لم يشاهد والده منذ شهرين، وهناك تكهنات واسعة بأن بعضا من أسرة العقيد الليبي "الهارب"، أو حتى القذافي نفسه قد لجأوا إلى بني وليد في أعقاب سقوط مجمع باب العزيزية بيد الثوار.
وقال روبرتسون عقب المحادثة مع الساعدي "يبدو أن خياراته قد نفدت."
ويستعد الثوار للدخول إلى بني وليد من المحاور الثلاثة، حيث تحتشد قواتهم على الحدود بين ترهونة والمدينة، بينما تتقدم قوات أخرى من مصراته من ناحية الجنوب، في الوقت الذي تتقدم فيه قوات من منطقة السدادة.
ويأمل الثوار في دخول المدينة، التي تم تطويقها من الجهات الثلاثة، دون قتال.
والسبت، أعلن مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، تمديد المهلة أسبوعا آخر لكتائب القذافي في سرت وبني وليد و الجفرة وسبها، وذلك لإلقاء السلاح والانضمام إلى الثورة، أو القتال.