دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أسقطت المعارضة اللبنانية حكومة رئيس الوزراء، سعد الحريري، عندما تقدم وزراؤها باستقالة جماعية الأربعاء، مما يعيد الدولة العربية إلى أجواء الأزمة السياسية التي سبقت تشكيل الحكومة الحالية.
ورغم أن استقالة وزراء المعارضة، وعددهم عشر وزراء، لم تكن كافية لإسقاط الحكومة، إلا أن وزير الدولة، عدنان السيد حسين، تقدم هو الآخر باستقالته، ليرتفع عدد المستقيلين إلى 11 وزيراً، مما يعني افتقاد الحكومة شرعيتها.
وفيما أكد حسين لـCNN استقالته من حكومة الحريري، فقد جاء في بيان، نقلته وكالة الأنباء اللبنانية، أن استقالته جاءت "بعدما هددت الخلافات السياسية أطراف الحكومة الوفاقية، أو حكومة الوحدة الوطنية، التي اتخذت في برنامجها الوزاري عنوان (حكومة الانماء والتطوير)."
تزامنت استقالة وزراء المعارضة بالحكومة اللبنانية مع لقاء جمع رئيس الحكومة، المتواجد حالياً في الولايات المتحدة، مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
وفي أعقاب المقابلة، غادر الحريري البيت الأبيض دون الإدلاء بأي تصريحات صحفية، فيما قال مكتبه بالعاصمة اللبنانية بيروت، إنه سيتوجه إلى باريس، للقاء الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، في وقت لاحق الخميس.
وأعلنت المعارضة اللبنانية، التي يقودها حزب الله، في وقت سابق الأربعاء "وفاة" المبادرة السورية - السعودية، لتسوية الخلافات بين فريق الأغلبية المعروف بـ"قوى 14 آذار"، وفريق "8 آذار" المعارض، حول المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري.
وخلال مؤتمر صحفي لإعلان استقالة وزراء المعارضة، وجه وزير الطاقة والمياه، جبران باسيل، من "التيار الوطني الحر"، الشكر إلى كل من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس السوري بشار الأسد، على مبادرة التسوية المعروفة باسم "مبادرة السين سين."
وقال باسيل إن المبادرة السعودية - السورية كان الهدف منها "مساعدة لبنان عل تخطي الأزمة الناتجة عن المحكمة الدولية، وفي ظل النتائج التي وصلت إليها الأمور من تعطيل، وبسبب عدم قدرة الفريق الآخر (في إشارة إلى فريق 14 آذار)، على تخطي الضغوط الأمريكية، ورغم التجاوب الذي أبديناه."
وتابع الوزير المستقيل قائلاً: "وبعد قيامنا بمحاولة أخيرة لاستدراك الأمر، وإصرار الفريق الآخر بالنهج نفسه الذي مارسه، وإفساحاً في المجال أمام حكومة جديدة، يتقدم الوزراء المجتمعون باستقالتهم، طالبين من رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) الإسراع في اتخاذ الخطوات المطلوبة لتشكيل حكومة جديدة."
وكان رئيس تكتل "التغيير والإصلاح"، ميشال عون، أحد زعماء المعارضة، قد ذكر أن "المبادرة السعودية السورية وصلت إلى طريق مسدود"، وأضاف أن "تعنت رئيس الحكومة وفريقه، هو الذي أفشل هذه التسوية"، وفق ما نقلت صحيفة "الانتقاد"، الموالية لحزب الله.
وتابع عون قائلاً: "أنا لا أتكلم عن نهاية مبادرة (س- س) برغبة شخصية، بل حصل تبليغ رسمي للمسؤولين اللبنانيين"، وتابع أن "الفرقاء اللبنانيين يتحملون كامل المسؤولية، لأن الفشل في النتيجة لبناني، وليس فشلاً سورياً أو سعودياً أو أمريكياً، أي أن الفشل هو فشلنا والنجاح هو نجاحنا."
من جانبه، شدد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أحد أبرز زعماء المعارضة، على أهمية الدور الذي قام به كل من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس السوري بشار الأسد، معبراً عن تقديره لـ"إرادتهما الصادقة للوصول إلى تسوية للأزمة القائمة"، إلا أنه تابع قائلاً: "لكن يبدو أن لعبة الدول الكبرى كانت أكبر."
يُذكر أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، كان قد وصف المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، بأنها "مؤامرة دولية"، وتعهد بأن يقوم الحزب بإسقاطها.