رام الله (CNN) -- تزايدت مشاعر الغضب بين الفلسطينيين بعدما عمدت قناة الجزيرة، إلى نشر عدد من الوثائق السرية المتعلقة بمفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية خلال العقد الماضي، وانقسم السخط بين السلطة الفلسطينية والقناة القطرية.
وقد تؤدي الوثائق المسربة، وهي محاضر اجتماعات بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين وأمريكيين، لم يتسن لـCNN التأكد منها بصورة مستقلة، لإضعاف الموقف السياسي لرئيس السلطة الوطنية، محمود عباس، الذي أكد علانية مراراً تمسكه بالثوابت.
وأظهرت سجلات التفاوض المسربة، أن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، "قد اقترح حلا غير مسبوق لتقسيم القدس والتخلي عن الحرم الشريف، وإخضاعه للجنة دولية مقابل السيادة على مساحات أكبر من المدينة القديمة في القدس"، كما أوردت القناة عن الوثائق بموقعها الإلكتروني.
ومن جملة ما كشفت عنه هذه الوثائق العرض الفلسطيني للإسرائيليين بالتخلي عن مطالبهم بوقف بناء المستوطنات في القدس الشرقية، والتشارك في السيطرة على مناطق حساسة بما فيها منطقة المسجد الأقصى، وفرض شروط على عودة اللاجئين، وهي تفاصيل وضعت الجانب الفلسطيني في موقف حرج.
ويبدي أحد الفلسطينيين امتعاضه من محتوى هذه الوثائق بالقول: "المفاوضون الفلسطينيون فاشلون بسبب العناد الإسرائيلي وبسبب ضعف الموقف العربي وفرقة الفلسطينيين أنفسهم."
من جهته، أكد الجانب الفلسطيني عزمه إقامة لجنة تحقيق حول هذه الوثائق التي تهدف برأي السلطة إلى زعزعة الوضع بشكل عام، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ياسر عبد ربه.
وفي بيان أصدرته الشبكة، قالت الجزيرة إنها تعلم الجدل الذي ستثيره مثل هذه الوثائق، إلا أن هدفها الرئيسي هو كشف الحقيقة لا إخفاؤها.
ويأتي الكشف عن هذه الوثائق في وقت تحاول فيه السلطة الفلسطينية إقناع العالم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
يقول الصحفي الفلسطيني زياد أبو زياد: "الطريقة الوحيدة أمام السلطة الفلسطينية للخروج من هذا المأزق هو إدارة شؤونها من موقف قوي وإنهاء الفرقة بين حماس وفتح."
وفي مدينة رام الله، أحرق فلسطينيون غاضبون شعار قناة الجزيرة القطرية، احتجاجا على الحملة التي تشنها القناة على القيادة الفلسطينية، من خلال نشرها ما أسمته 'وثائق سرية' حول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الشعارات "ساوت في معظمها بين قناة الجزيرة وإسرائيل، وأشارت لرعاية الجزيرة للانقسام العربي، إضافة للإشارة للتوقيت المشبوه لنشر الوثائق من قبل الجزيرة."