القاهرة، مصر (CNN) -- استمعت النيابة العامة المصرية الاثنين لأقوال أفراد الحراسة الذين كانوا عند مداخل كنيسة القديسين في الإسكندرية التي تعرضت لتفجير سيارة مفخخة أدى لمقتل وجرح العشرات، في حين دافع مسؤولون مصريون عن سياسة الحكومة حيال بناء الكنائس، في ذروة غضب قبطي عارم حيال العملية.
وأكد أحد المجندين الذين كانوا يتولون حراسة الكنيسة أنه "فوجئ بالانفجار ولم يشتبه في أحد ممن كانوا متواجدين أمام الكنيسة،" مشيرا إلى أن هناك "عددا كبيرا دخل الكنيسة من المسيحيين لحضور القداس واحتفالات رأس السنة."
وقال المجند في أقواله إن معظم السيارات التي كانت متوقفة بالشارع الذي تقع فيه الكنيسة تركها أصحابها أمام المسجد المواجه للكنيسة وبمحاذاة الرصيف وأن بعضهم "دخل الكنيسة لحضور القداس،" بينما أضاف المجند الثاني أنه كان متواجدا خلف الكنيسة لتأمينها "ولم يشاهد الانفجار وإنما سمع صوتا مدويا كما أنه لم يشتبه في أحد."
من جانبه، أكد مفيد شهاب، وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية، أن الرئيس حسني مبارك "لم يرفض طلبا لبناء أي كنيسة قدم له وأن عدد الكنائس التي بنيت خلال الثلاثين عاما الماضية يفوق عدد الكنائس التي بنيت على مدى تاريخ مصر."
ورفض شهاب ما ردده رئيس حزب التجمع الدكتور رفعت السعيد أمام جلسة مجلس الشورى الاثنين، من أن عدم إصدار قانون خاص لبناء الكنائس هو السبب في حالة الاحتقان التي أعقبت حادث كنيسة القديسين، ووصف التصريحات بأنها "خلط للأوراق لأن ما حدث هو عملية إرهابية كان الهدف منها زعزعة الأمن."
وتابع شهاب قائلاً: "عندما نتحدث عن أي مشاكل للأقباط فلا يجب أن نربط بينها وبين ما حدث ولا يصح أن نقول إن هذا القانون هو سبب التوتر لأنه يوجد بالفعل قانون نعتبره كافيا بالقدر المناسب."
وأضاف شهاب "رفعت السعيد يطالب بقانون خاص لبناء الكنائس مما يوحي بأن دور العبادة ليس لها تنظيم وهو على عكس الحقيقة تماما.. دستور الدولة يؤكد على المساواة بين المسلمين والأقباط ومن الوارد أن تحدث تفرقة لكنها تعالج ويمكن اللجوء للقضاء لحل أية أزمة."
وفي السياق عينه، تحدث جمال مبارك، نجل الرئيس المصري والأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب الوطني الحاكم، معرباً عن "عميق حزنه وأسفه للاعتداء الآثم الذي تعرضت له كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة رأس السنة،" مؤكدا على أن هذه الجريمة البشعة "لن تنال من وحدة المصريين."
وأشار مبارك إلى أن مصر، حكومة وشعبا، "وجهت رسالة واضحة لكل من يقف خلف هذا العمل الإرهابي بأن يد العدالة ستطولهم وتقتص منهم، إن عاجلا أو أجلا."
وأوضح مبارك، وفقاً لما أورده موقع اتحاد الإذاعة والتلفزيون، أن الشعب المصري: "يؤكد أنه لن يسمح أبدا لأي محاولة لشق الصف الداخلي وتحقيق أغراضها الخبيثة."
يشار إلى أن التحقيقات متواصلة في معرفة لمعرفة ما إذا كان الانفجار الذي تعرضت له الكنيسة ناجم عن سيارة مفخخة أو هجوم انتحاري، علماً أن العملية أدت إلى مقتل 21 شخصاً وجرح العشرات، وأثارت موجة من الغضب العارم لدى الأقباط الذين اصطدم بعضهم بالشرطة خلال مظاهرات احتجاج.