دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- غيب الموت الشاب محمد البوعزيزي، الذي أطلق الشرارة الأولى للاحتجاجات التي شهدتها العديد من المدن التونسية الشهر الماضي، متأثراً بالحروق التي أُصيب بها، عندما أقدم على إضرام النار في نفسه، بعدما تعرض للضرب على أيدي قوات الشرطة.
وقال اتحاد منظمات حقوق الإنسان FIDH، الذي يتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقراً له، على لسان المتحدث باسمه آرثر مانيت، إن البوعزيزي، البالغ من العمر 26 عاماً، توفي مساء الثلاثاء في مستشفى "بن عروس" بالعاصمة التونسية.
واضطر البوعزيزي، الذي لم يجد فرصة عمل بعد تخرجه من إحدى الجامعات التونسية، إلى العمل بائعاً للفواكه والخضروات، ولكنه لم يحصل على تصريح من السلطات الرسمية، مما جعله موضع ملاحقة من قبل الشرطة، في وقت سابق من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وذكرت خديجة شريف، التي تعمل مع المنظمة الحقوقية: "لم يقتصر الأمر على قيام أفراد الأمن بمصادرة عربته التي كان يعمل عليها وحسب، بل اعتدوا عليه بالضرب"، مما دفعه إلى الإقدام على إشعال النار في نفسه، احتجاجاً على المضايقات التي تعرض لها.
وظل البوعزيزي على قيد الحياة قرابة 18 يوماً، إلا أنه أصبح "رمزاً" لمعظم خريجي الجامعات الذين لم يجدوا فرصة عمل في بلدهم، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات صاخبة، تخللتها أعمال شغب، انطلقت من محافظة "سيدي بوزيد"، وامتدت إلى مناطق أخرى، حتى تونس العاصمة.
ورغم أنه صاحب الشرارة الأولى لـ"الثورة ضد البطالة"، إلا أن البوعزيزي يُعد رابع شخص يلقى حتفه منذ اندلاع تلك الاحتجاجات، حيث سقط قتيلان برصاص الشرطة، بينما أقدم ثالث على الانتحار عن طريق صعق نفسه بالكهرباء، وفق ما ذكرت الناشطة الحقوقية.
يُذكر أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، الذي يحكم تونس منذ 23 عاماً، قام بزيارة البوعزيزي في المستشفى، في وقت سابق من الشهر الماضي، وأمر بـ"تسخير كل الجهود" لمتابعة حالته، كما التقى أسرة شاب آخر قُتل برصاص قوات الأمن خلال احتجاجات "سيدي بوزيد."
ويحرص الرئيس التونسي عادةً على التركيز على "إنجازات التنمية" في خطاباته العامة، غير أن تقارير غير رسمية تشير إلى ارتفاع كبير في نسبة البطالة، خاصةً مع الأزمة الاقتصادية العالمية التي أضرت بالأسواق الأوروبية التي تعتمد عليها تونس.
وفي أعقاب تفجر الاحتجاجات، وجه بن علي خطاباً، عبر التلفزيون الرسمي، دعا فيه الشعب إلى "الهدوء"، وتوعد بتطبيق القانون على المشاغبين "بكل حزم"، واصفاً إياهم بـ"المتطرفين المأجورين"، كما وعد بالتمسك بالبعد الاجتماعي والعمل لتوفير فرص وظيفية.