الجزائر (CNN)-- استغرب الشارع الجزائري الدعوة التي أطلقها زعيم تنظيم القاعدة الجديد، أيمن الظواهري، إلى "الثورة في الجزائر" خلال الشريط المصور الجديد الذي بثته مواقع متشددة يوم الحادي عشر من أكتوبر/ تشرين الأول، والذي حث فيه الشباب الجزائري بأن يقتدوا بالتونسيين والليبيين في الثورة على النظامين في بلادهم.
وكان خليفة أسامة بن لادن قد قال في شريطه المصور: "إن التونسيين والليبيين ألقوا طواغيتهم في مزبلة التاريخ" داعيا في نفس الوقت أتباعه في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" إلى استهداف النظام السياسي في الجزائر وضرب مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد نال الشريط الذي دام 13 دقيقة حديث الشارع الجزائري الذي لم يفهم السبب الذي جعل الظواهري يدعو الشباب إلى الانقلاب على النظام واستغلال المشاكل الاجتماعية وحالة الغليان التي يعرفها المجتمع الجزائري مطالباً في تصريحاته الشباب بالاقتياد بثورة الياسمين وما قام به التونسيون ضد نظام زين العابدين بن علي، وكذا ثور ليبيا على الزعيم المخلوع معمر القذافي.
وتساءل الظواهري عن السبب الذي ترك الشباب الجزائري ينتظر ولم تكن له ردة فعل كالتونسيين والليبيين بقوله: "متى يثورون هم بدورهم"، مع الإشارة أن الشريط الذي ظهر فيه خليفة بن لادن، الذي قتل في شهر مايو/أيار الماضي بباكستان، يعود تاريخه حسب مركز "سايت انتيليجنس" المختص في مراقبة المواقع المتشددة إلى شهر أغسطس/آب أو سبتمبر/أيلول الماضيين.
وخلال حديثه، حث الظواهري الليبيين على التحرك سريعاً لإقامة حكم الشريعة الإسلامية، محذراً إياهم من مؤامرات الغرب وعملائهم، فيما يعيدون بناء دولتهم الجديدة، وعدم السماح لهم بسرقة تضحياتهم ومعاناتهم.
وقد استقصت CNN بالعربية أراء الشارع الجزائري حول تصريحات الظواهري، حيث علق المحلل والناقد السياسي والأستاذ في كلية العلوم السياسية والإعلام بالجزائر العاصمة، الدكتور إسماعيل معراف، على تلك التصريحات وقال: "المعطيات وحالة الغليان التي يعرفها الشارع الجزائري دفعت زعيم القاعدة أيمن الظواهري للبحث عن أي وسيلة تدخله وتنظيمه الإرهابي الساحة الجزائرية، وهو يظهر من خلال تصريحاته أنه يريد الاصطياد في المياه العكرة."
وأضاف إسماعيل معراف: "وعي الشارع الجزائري وحرصه الشديد على طي صفحة العشرية السوداء الدموية التي شهدتها الجزائر تجعل خطاب الظواهري لا يلقى أي مساندة، بل بالعكس ما نشاهده من حالة غضب واستنكار للمحاولات الإجرامية التي تحدث هنا وهناك في الجزائر يعني الكثير لكل متتبع لشؤون الجزائر الداخلية، ولهذا أعتبر أن تصريحات الظواهري لن تجد طريقها إلى التجسيد إطلاقا."
ومن جانبه قال المحامي عبد الرحمن حديبي، لـCNN بالعربية، إن ما قاله الظواهري يدخل في إطار سد الفراغ الذي يعرفه نظامه وتبرير للفشل الذي يلقاه تنظيم القاعدة.
وأضاف:"إن الجزائر أصبحت بؤرة اهتمام كبير تشد أنظار المستثمرين الأجانب خاصة بعد أن استتب الأمن فيها والسياسة التي تسير عليها الدولة الجزائرية من خلال سياستها الدولية وسعيها الدءوب لمكافحة الجريمة الدولية جعل الجزائر تتبوء مكانة لا بأس بها وسط البلدان خاصة وأنها أعلنت عن دعمها المطلق لمحاربة الجريمة والإرهاب."
وتابع حديبي :"يحضرني هنا ما قاله المدير العام للشؤون القضائية الجزائري، محمد عمارة في تصريحات صحفية أن الأجهزة الأمنية والقضائية تمكنت من إحباط عمليات إرهابية في العالم عن طريق معلومات زودت بها الأنتربول بعدة بلدان وهذا دليل آخر على أن الجزائر تفتحت بشكل إيجابي وها هي اليوم تساهم في استتباب الأمن في دول أخرى."
ورغم المحاولات الإرهابية التي تحدث هنا وهناك في الجزائر والتي لم تتوقف رغم التشديد الأمني والعسكري لشل تحركات "الإرهابيين" في الجزائر، إلا أن هذا لم يمنع من وقفها، فقد شهدت الجزائر منذ الأحد عدة "هجمات إرهابية."
وتضمنت هذه الهجمات استخدام القنابل التقليدية الصنع، وتركزت في منطقة القبائل، وبالتحديد في ولاية تيزي وزو مستهدفة قوات الجيش، أو الكمائن التي أسفرت عن مقتل عسكري بمدينة سيدي بلعباس الواقعة على بعد 350 كيلومتراً غربي العاصمة الجزائر الثلاثاء الماضي، والذي خلق حالة من الاستنفار وسط قوات الجيش للقيام بعمليات تمشيط واسعة في المناطق التي توصف في الجزائر بأكثر نشاط للجماعات "الإرهابية" التي تنطوي تحت لواء القاعدة في المغرب الإسلامي.