القاهرة، مصر (CNN)-- كشف مسؤول استخباراتي مصري سابق أن القاهرة رفضت طلباً إسرائيلياً بضم عدد من المتهمين بالتجسس لصالح الدولة العبرية، إلى صفقة مبادلة "الجاسوس" الإسرائيلي، إيلان غرابل، بـ25 مصرياً محتجزين في السجون الإسرائيلية.
وقال الوكيل السابق لجهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء سامح سيف اليزل، إن الجانب الإسرائيلي طلب من السلطات المصرية الإفراج عن "الجاسوس" عودة ترابين، بالإضافة إلى أربعة آخرين متهمين بالتجسس، تم القبض عليهم بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، من بينهم الأردني بشار أبو زيد.
وأعرب سيف اليزل، في تصريحات لـCNN بالعربية الثلاثاء، عن توقعاته بأن يجري تنفيذ الصفقة التي أعلنت عنها القاهرة مساء الاثنين، والتي تتضمن الإفراج عن ضابط "الموساد" غرابل، والذي يحمل الجنسية الأمريكية أيضا، مقابل 25 مصرياً، بينهم ثلاثة أطفال، خلال 48 ساعة، عن طريق معبر رفح الحدودي.
وذكر المسؤول الاستخباراتي السابق، والذي كان على اطلاع وثيق على المفاوضات بين الجانبين المصري والإسرائيلي، أن الصفقة استجابت لجميع الطلبات المصرية، منها أمور عسكرية وأمنية، استجاب إليها الجانب الإسرائيلي، إلا أنه رفض الإفصاح عن طبيعتها نظراً لـ"سريتها."
ووصف سيف اليزل الصفقة بأنها "جيدة"، وقال إنه لا مجال للمقارنة بصفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي كان يخدم ضمن الجيش الإسرائيلي، كما أن إسرائيل تحتجز نحو 7 آلاف سجين فلسطيني، بينما عدد المصريين المحتجزين داخل السجون الإسرائيلية لا يتعدى 78 شخصاً.
واعتقلت أجهزة الأمن المصرية غرابل في مايو/ أيار الماضي، ووجهت إليه اتهامات بـ"التجسس"، إضافة إلى "تحريض" المتظاهرين، خلال أحداث ثورة 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام، وتهدف إلى الوقيعة بين الجيش والشعب، ونشر الفوضى.
ويقضي عودة ترابين، وهو إسرائيلي من أصل مصري، عقوبة السجن لمدة 15 عاماً، بموجب حكم صدر بحقه عام 1999، بعد إدانته بتهمة "نقل معلومات عسكرية حساسة لإسرائيل"، و"محاولة تجنيد مصريين للعمل مع المخابرات الإسرائيلية، مقابل دولارات أمريكية مزيفة."
وفي 13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، كشفت مصادر متطابقة في مصر وإسرائيل عن اتصالات تجري بين القاهرة وتل أبيب، حول صفقة تبادل سجناء، تتضمن إطلاق السلطات المصرية سراح غرابل، مقابل الإفراج عن نحو 81 مصرياً محتجزين بسجون الدولة العبرية.
وبينما تشير معلومات المخابرات المصرية، وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، إلى أن المتهم كان أحد عناصر الجيش الإسرائيلي وشارك في حرب لبنان عام 2006 وأصيب خلالها، بينما نفت إسرائيل أن يكون له أي صفة أمنية، ووصفته بأنه "طالب حقوق."
يُذكر أن القاهرة لعبت قبل أيام دوراً كبيراً في عملية تبادل بين فصائل فلسطينية وإسرائيل، جرى بموجبها الإفراج عن الجندي غلعاد شاليط، مقابل أكثر من ألف سجين فلسطيني.