صنعاء، اليمن (CNN) -- توقع ضابط كبير في الجيش اليمني أن تُحسم المعارك الدائرة في مدينة زنجبار، عاصفة محافظة أبين، بين القوات اليمنية وعناصر تنظيم القاعدة "خلال أيام،" مشيراً إلى مقتل 600 مسلح خلال الأشهر الماضية، أما على المستوى السياسي فنفت أوساط المعارضة ما ذكرته السلطات عن وجود "حوار" بين الجانبين.
ونقل موقع 26 سبتمبر الرسمي اليمني عن قائد اللواء "25 ميكا،" العميد محمد الصوملي، أن معركة زنجبار ستحسم خلال أيام يصار بعدما إلى "استكمال تطهير الأجزاء المتبقية من المدينة وتصفيتها من العناصر الإرهابية والانتقال إلى المرحلة الثانية من العملية وهي تطهير مدينة جعار من مسلحي التنظيم."
وبحسب الموقع فقد قال الصوملي لصحيفة "السياسة" الكويتية إن أكثر من 600 من عناصر "القاعدة" قتلوا خلال المواجهات مع قواته، بينهم العشرات من قيادات التنظيم وأجانب من جنسيات سعودية وباكستانية ومصرية وصومالية.
وأضاف أن عناصر القاعدة استخدموا العمليات الانتحارية بالسيارات والدراجات النارية المفخخة والأحزمة الناسفة، وأضاف أن قوات الجيش "تواجه عصابة مسلحة مدربة تدريبا قويا وخاصا.
من جانبها، نقلت مواقع المعارضة اليمنية عن الناطقة الرسمية للمجلس الوطني لقوى الثورة السلمية، حورية مشهور، نفيها وجود أي حوار يجري حاليا بين المعارضة والسلطة في اليمن، واعتبرت مشهور في تصريح بثته قناة "سهيل" التابعة للمعارضة أن ما بثته وسائل الإعلام التابعة للسلطة عن وجود حوار بعد مغادرة مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر صنعاء اليوم هو "أكاذيب لا أساس لها من الصحة."
وكانت وسائل الإعلام اليمنية الرسمية قد نقلت الأحد أن نائب الرئيس، عبدربه منصور هادي، تلقى هادي اتصالا هاتفيا من آلن روبن سيربي، مستشار رئيس الوزراء البريطاني لشؤون مكافحة الإرهاب "جرى خلاله بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك ومنها قضية الحوار الجاري مع المعارضة المرتبط بالآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية."
وأشار النبأ إلى أن هادي أكد للمستشار البريطاني أن الحوار جار مع أحزاب المعارضة و"قد قطع شوطاً متقدماً ومن المتوقع الاتفاق النهائي على ما تبقى من قضايا في الأيام القليلة القادمة،" مضيفاً أن يجري الآن تنفيذ ما توصلت إليه اللجنة الأمنية الميدانية في إزالة كل الحواجز والخنادق ونقاط التفتيش وسحب القوة من أماكن تواجدها في شوارع العاصمة وإزالة كل المظاهر المسلحة.
وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن، جمال بن عمر، قد غادر العاصمة صنعاء الاثنين، دون التوصل إلى حل للأزمة الطاحنة التي تشهدها البلاد، فيما دعت مظاهرة نسائية إلى تقديم الرئيس علي عبد الله صالح إلى المحاكمة، جراء "جرائم" ارتكبها بحق المتظاهرين السلميين.
وقبيل مغادرته اليمن، قال المبعوث الأممي، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، إنه اجتمع بـ"مجموعات تمثل توجهات متنوعة وأحزاب مختلفة"، وعبر عن امتنانه لاستعداد جميع الأطراف للقاء وتقديم وجهات نظرهم المختلفة حيال الوضع الراهن."
وأضاف بن عمر، في ختام زيارته التي استمرت أسبوعين: "إنني تأثرت كثيراً بقدرة التحمل التي تبديها كافة شرائح الشعب اليمني، وهي تحاول التكيف مع العنف والنقص في الإمدادات والقيود على الحركة، وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لمستقبلهم."
إلا أنه حذر قائلاً: "لكن لصبر اليمنيين حدود، وتقع على عاتق جميع القادة اليمنيين مسؤولية كسر هذا الجمود، ووضع اليمن على الطريق نحو الانتقال السلمي والإصلاح والتعافي"، مبيناً أن القادة اليمنيين يتحملون مسؤولية التوصل لحل سياسي.