طنجة، المغرب (CNN) -- حذر وزير الخارجية الليبي السابق، عبد الرحمن شلقم، الذي انشق عن نظام الزعيم الراحل، معمر القذافي وتولى الدفاع عن الثورة في أول أيامها أمام مجلس الأمن، دولة قطر من مواصلة التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، وذلك في كلمة ألقاها بمدينة بطنجة شمالي المغرب.
وقال شلقم، الذي تسلم الجمعة جائزة باسم الشعب الليبي من منتدى "ميدايز،" في ندوة صحافية، إن على القطريين أن يكفوا عن التدخل في الشأن الداخلي وإلا فإن ذلك "سيلغي كل ما قدموه من دعم للثورة ضد القذافي."
وخاطب شلقم القطريين بلهجة تصعيد قائلاً: "لا نريد أن نخسركم" ضاربا المثل بتونس التي وصفها بأنها "أكبر من ساندنا في معركة التحرير ضد الدكتاتورية" دون أن تحاول التدخل.
وقال في هذا الشأن إنه لولا وقوف تونس في مرحلة ما بعد الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، إلى جانب الشعب الليبي لما نجحت ثورته قائلاً: "لقد تصدوا لكتائب القذافي عبر الحدود، واستقبلوا اللاجئين" مضيفا أنهم مقابل ذلك "لم يطلبوا منا شيئا بعد النصر".
وكشف شلقم أن رئيس الحكومة التونسية المؤقتة، الباجي قايد سبسي، قال له: "لو لم نتصرف على هذا النحو لاعتبرت نفسي خائنا لتونس".
ومضى الممثل الدائم لليبيا في الأمم المتحدة إلى القول إن بعض "المشارقة" لا يفهمون عقلية أبناء شمال أفريقيا مضيفاً: "نحن نغضب، نحن نفقد أعصابنا حين يتدخل أي كان في شؤوننا". وقال إن الشعب الليبي لن يسمح لأي قوة بالتدخل في شؤونه "لا الولايات المتحدة، ولا فرنسا، ولا بريطانيا ولا غيرها."
ومن جهة أخرى، قلل شلقم من خطورة المواجهات الأخيرة التي عرفتها منطقة الزاوية بين بعض جماعات الثوار واصفا إياها بأنها "مزعجة لكنها لا ترقى لأن تكون عنوان المرحلة المقبلة".
وأكد الدبلوماسي الليبي أن الأهم في الفترة الحالية هو امتلاك القدرة على احتواء الانفلاتات الأمنية بسرعة، معربا عن الأمل في أن يمكن تشكيل الحكومة الليبية وإحداث وزارة للدفاع من جل مشكلة انتشار السلاح وإقرار التهدئة الكاملة.