دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بدأ الأمر كله بالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي واجهها بائع الخضراوات التونسي محمد بوعزيزي ودفعته إلى إضرام النار في جسده، ما أدى إلى وفاته بعد أيام، وهذا الشاب أشعل عدة ثورات غيّرت وجه المنطقة في زمن قصير.
الآلاف من التونسيين خرجوا إلى الشوارع مطالبين بإصلاحات سياسية واقتصادية في ثورة عرفت بثورة الياسمين، والتي أسقطت نظام بن علي ودفعته للهروب إلى السعودية.
سقوط بن علي لم يفرح التونسيين فحسب، بل أشعل ثورة أخرى في مصر.
ففي ميدان التحرير نادى المصريون بوقف الفساد وإجراء إصلاحات اقتصادية وديمقراطية، وكذلك إسقاط النظام، ليتحقق هذا المطلب بعد ثمانية عشر يوما من الثورة السلمية، وتحديدا في الحادي عشر من فبراير/ شباط.
الحال في اليمن لا يختلف عن مصر لما فيها من فقر وبطالة، وهو ما دفع بآلاف اليمنيين للخروج إلى الشوارع، كالاحتجاجات التي قادها شباب اليمن خارج جامعة صنعاء في فبراير/شباط الماضي مطالبين بتحسين أوضاعهم وزيادة فرص العمل.
يقول أحد الشباب اليمنيين: "عمري 27 عاما، ولا أملك شيئا ولم أخطط لمستقبلي، ولا زلت أعزبا، وغاضبا من الوضع الحالي في البلاد."
أما في سوريا، فالثورة بدأت عن طريق مجموعة من المراهقين الذين خطوا عبارات مناهضة للنظام على جدران مدينة درعا. وحتى اليوم، قتل الآلاف من السوريين. بينما يستمر الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل بالتظاهر آملين بمستقبل أكثر إشراقا.
المنتدى الاقتصادي العالمي أصدر مؤخرا تقريرا يقول فيه إن على دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلق 25 مليون فرصة عمل جديدة والمحافظة على نسبة نمو تصل إلى خمس نقاط خلال العقد المقبل.
نمو القوة العاملة وضعف الاقتصاد هو السيناريو المتكرر في دول عربية متعددة، ولهذا لم يقتصر النشاط الثوري على الخروج للشوارع، بل امتد ليصل إلى صفحات الفيسبوك وتويتر واليوتيوب التي ساعدت هؤلاء الشباب في مجابهة القيود التي تفرضها السلطات على وسائل الإعلام التقليدية، وليبعثوا من خلالها برسالة إصرار على الثورة والمقاومة للعالم أجمع.