دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تناولت الصحف العربية الصادرة الخميس عدة قضايا من المنطقة، غير أن الشأن السوري ما زال يهيمن على الصفحات الأولى، مع تزايد الدعوات لضغوطات عربية على النظام السوري، بينما تناولت صحف أخرى تصريحات جدلية لوزير الخارجية الجزائري.
حان وقت الضغوط العربية على روسيا والصين
وفي الشأن السوري كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية تقول "مع استمرار التعنت الروسي والصيني في مجلس الأمن لإصدار قرار يدين حكومة الرئيس بشار الأسد، وبعد تطور الاتهامات بين واشنطن وموسكو عن أخلاقيات كل جانب، قال مصدر في الخارجية الأميركية إن هذا وقت ضغوط عربية كبيرة وهائلة على روسيا والصين.
وأضافت الصحيفة "يفترض أن تدخل عقوبات الجامعة العربية الاقتصادية حيز التنفيذ اليوم، الخامس عشر من ديسمبر (كانون الأول)، ولكن شيئا من هذا القبيل يبدو أنه لن يتحقق في انتظار اجتماعي الجامعة بعد غد (السبت)."
وقال المصدر الأميركي للصحيفة "يتهمنا الروس بأننا غير أخلاقيين، ونحن، طبعا، نعرف من هو الأخلاقي ومن هو غير الأخلاقي. في مثل هذه الظروف، صار واجبا أخلاقيا على الدول العربية أن تتحرك إلى الأمام في خطوات فعالة."
وأضاف "ليس سرا أننا (الإدارة الأميركية) لا نعرف ماذا سنفعل، بالتأكيد وبصورة فعالة، أمام التعنت من جانب كل من روسيا والصين. وليس سرا أن هناك عوامل أخرى تعقد اتصالاتنا مع الدولتين. أي مع كل التقدير للوضع في سوريا، هناك مواضيع معقدة في علاقاتنا مع الدولتين. وربما هذه تقيد أيادينا بعض الشيء."
ومضى يقول، بحسب الصحيفة "جامعة الدول العربية تستطيع فعل شيئين، على الأقل؛ الشيء الأول، أن تفعل مثلما فعلت في ليبيا، عندما أعطتنا الضوء الأخضر للتدخل. كما تعرف، هذا دفعنا لنتحرك عن طريق قوات الناتو، وأبطلنا بالتالي اعتراضات روسيا والصين. الشيء الثاني، أن تواجه الدول العربية اعتراضات روسيا وسوريا مواجهة مباشرة."
اختطاف "الموساد" لناشط من حماس في سيناء
تحت هذا العنوان كتبت صحيفة "القدس العربي،" تقول "ترددت معلومات أمنية في قطاع غزة عن قيام أجهزة الأمن الإسرائيلية باختطاف أحد أفراد الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس، خلال وجوده في منطقة سيناء ونقله إلى سجن إسرائيلي."
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية في قطاع غزة قولها إن "لديها معلومات تؤكد أن أحد أفراد الأجهزة الأمنية اختفت آثاره قبل خمسة أيام،" وذكرت أن "أحد أفراد عائلته اتصل بأجهزة الأمن في غزة وأبلغها أنه انقطع الاتصال بنجلها منذ أيام، وأنه كان موجودا في منطقة شبة جزيرة سيناء."
وبحسب المعلومات المتوفرة للصحيفة، فإن العائلة أبلغت أجهزة الأمن أنها تلقت اتصالا من شخص يدعى أنه ضابط في المخابرات الإسرائيلية يبلغهم باعتقال نجلهم، وأنه يخضع الآن للتحقيق، وان على العائلة توكيل محام له.
لكن مصدرا أمنيا في غزة قال انه لا توجد معلومات مؤكدة حول عملية قيام أجهزة الأمن الإسرائيلية باعتقال هذا الشاب من سيناء ونقله إلى أحد سجون إسرائيل، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن تبحث وتحقق في سبب اختفاء هذا الشاب.
وكان هذا الشاب وصل إلى منطقة شمال سيناء المتاخمة لحدود غزة بحسب ما يتردد عبر أحد الأنفاق الأرضية التي تربط جنوب القطاع بالأراضي المصرية قبل أيام، وفقا للصحيفة.
مدلسي أغرق الدبلوماسية الجزائرية في متاهات
وفي شان آخر، تناولت صحيفة الشروق الجزائرية تصريحات وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي حول "أوروبية الجزائر،" والتي أثارت جدلا وأغرقت "الدبلوماسية الجزائرية في متاهات سقطاته،" بحسب وصف الصحيفة.
وقالت الشروق "في أول رد فعل له على الضجة التي أحدثتها تصريحاته المثيرة أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية، قال وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، إن ما نسب إليه ونشر عبر شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بشأن أوربية الجزائر، غير صحيح."
وأضافت "مدلسي.. أكد أن التسجيل الصوتي المنسوب له نزع من سياقه الزمني، الأمر الذي أثر على معناه، وقال: هناك تركيب بالنسبة لهذا التصريح.. أنتم لم تقرئوا الفقرة الأخيرة من مداخلتي هو أن هذا الكلام كلام تاريخي محض."
وتروّج مقاطع فيديو على فيسبوك، يقول فيها مدلسي: "ليس هناك من هو أكثر أوروبية من الجزائر، ولو كان للتاريخ منحى مختلف، لكنا اليوم بلداً كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي، ذلك أننا في اللحظة التي وقعت فيها معاهدة روما كنا ما نزال فرنسيين"، غير أن الذي نسي أن يقوله مدلسي هو أن الجزائر يستحيل لها أن تكون فرنسية ولو أرادت، كما قال من فجروا حرب الاستقلال، بحسب الصحيفة.
وأدرج مدلسي الحملة التي يتعرض لها من قبل ناشطي "فيسبوك" في خانة حرية التعبير، حيث يقول: "مواقف بعض الإخوان في الجزائر تدل على حرية التعبير في بلدنا. هذا شيء جميل جداً، واسمحوا لي أن أؤكد على أن الذاكرة مهمة جداً ولا بد من ذكرها، ولكن من باب المصالح الجزائرية بمفهومها الواسع."
ولتنوير الرأي العام، عادت "الشروق" إلى النص الأصلي للفيديو الموجود على موقع الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة السفلى للبرلمان) على الإنترنيت، ووجدت أن ما هو متداول مطابق تماما لما نسب للرجل، بل إن تلك المقاطع لم تتضمن عبارة أخرى لا تقل غرابة، صدرت على لسان مدلسي وهو يلملم وثائقه ويضحك مخاطبا النائب هنري بلانيول، قال فيها إنه "سيغادر ليغزاغون (فرنسا) مضطرا للالتحاق ببروكسل.."، ومعروف أن كلمة لغزاغون عادة ما يستعملها الفرنسيون المقيمون بأقاليم ما وراء البحر التابعة للسيادة الفرنسية، مثل سكان لارينيون وكالديونيا الجديدة و "غويانا الفرنسية".
أين الخبراء والمستشارون؟
ومن الكويت، التي تعيش أزمة سياسية، كتبت صحيفة القبس في افتتاحيتها تقول "لو راقبنا مسار الأزمة المشتعلة هذه الأيام في الكويت لتبين انها تحمل في طياتها سمتين بارزتين: الأولى، بعد نظر استثنائي لدى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أبي السلطات جميعاً في تشخيص الأزمة واستخلاص الموقف الصحيح والقرار السليم تجاهها، فكانت استقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة، وحل مجلس الأمة والدعوة لانتخابات نيابية."
وأضافت "أما الثانية، فإن الجهات الحكومية والمستشارين المخولين رسم الإجراءات الدستورية التنفيذية لرؤية صاحب السمو وقراره، لم يرقوا إلى المستوى المطلوب، وأفتوا بإجراءات تبيّن أنها غير منسجمة مع روح الدستور ونصوصه، فأدخلوا البلاد في دوامة كانت بالغنى عنها، بينما كان المفترض بتلك الجهات والمستشارين أن يُبدوا حساسية أكبر، ووعياً أرقى بما هو مطلوب، لنعبر هذه المرحلة بهدوء، وتتكلل الانتخابات بالنجاح."
ومضت الصحيفة تقول "لقد نبّه رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي ومعنيون وخبراء دستوريون إلى ضرورة أن تسبق حل المجلس، وهو خيار من اختصاصات سمو الأمير، الإجراءات الدستورية الصحيحة من قبل الحكومة، كي لا تقع في الخطأ والمحظور. وأشاروا إلى أن الإجراء الدستوري للحل يتطلب تشكيل حكومة جديدة، بين أعضائها عضو مجلس أمة واحد على الأقل، وقيام مجلس الوزراء بعد ذلك برفع كتاب إلى سمو الأمير يحدد فيه مبررات طلب حل المجلس. ولسمو الأمير صلاحيات كاملة، وهو شديد الحرص على تطبيق الإجراءات الدستورية."
وقالت "القبس" الكويتية "لكن، للأسف، نشهد بلبلة في إدارة الأزمة مردها تضارب آراء الخبراء والمستشارين، بينما المفترض أن العبء يقع عليهم في ترتيب الإجراءات المقترحة ترتيباً يحقق الغاية المرجوة منها، ويحفظ في الوقت ذاته لأحكام الدستور هيبتها ووقارها، فكان لا بد أن يجتمع هؤلاء المستشارون وان يتدارسوا بصفة سريعة الإجراء الواجب إتباعه حتى نخرج بالبلاد من هذه الأزمة بحل دستوري لا يكون مثاراً لتعليق ولا عرضة لبطلان."