دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في هجوم جديد استهدف أحد المساجد في الضفة الغربية، قامت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين بإضرام النار بمسجد "النور"، في قرية "برقة"، شمال شرقي محافظة رام الله، في وقت مبكر من فجر الخميس، وكتبوا عليه شعارات "عنصرية."
اللافت أن "الاعتداء" الذي تعرض له المسجد لم يقابل فقط بعبارات التنديد من قبل مسؤولي السلطة الفلسطينية، بل امتدت حملة الإدانات إلى مؤسسة الرئاسة الإسرائيلية، وفي أوساط حاخامات اليهود، وحتى رئيس الكنيست، الذين دعوا إلى وقف مثل هذه الأعمال التي يقوم بها "اليمين المتطرف."
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن شهود عيان قولهم إن المستوطنين قاموا بإحراق الطابق الثالث من المسجد الذي يقع على مقربة من "بؤرة استيطانية"، مقامة على أراضي قرية "برقة"، وكتبوا شعارات معادية على جدران المسجد منها "الحرب"، إضافة إلى شعار "مستوطنو يتسهار."
واعتبرت محافظة رام الله والبيرة، ليلى غنام، أن إحراق مسجد "النور"، يأتي في إطار ما وصفتها بـ"حملة يقودها المستوطنون، وبحماية من جيش الاحتلال، ضد أبناء شعبنا، في إطار الانتقام، والاستمرار بسياسة الاستيطان، الذي يشكل عقبة رئيسة في عملية السلام، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة."
أما رئيس مجلس قروي "برقة"، عبد القادر سومرين، فقال لـ"صوت فلسطين"، إن النيران التهمت مقتنيات المسجد، وأسفرت عن أضرار كبيرة في محتوياته، وأكد أن القرية تتعرض لاعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين، في أربع مستوطنات مقامة على أراضيها.
وقد أدان الناطق باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إحراق المسجد، واعتبر أنه يأتي "استمراراً لمسلسل الخروقات الإسرائيلية"، وأضاف أن "الاعتداء على المقدسات، هو إعلان حرب من المستوطنين على الشعب الفلسطيني"، كما دعا المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف هذه الاعتداءات.
في المقابل، أوردت الإذاعة الإسرائيلية أن رئيس الدولة العبرية، شمعون بيريز، أدان أعمال حرق المساجد، التي قامت بها مجموعة من عناصر اليمين، ودعا الرئيس الإسرائيلي، خلال اجتماع مع مجموعة من الحاخامات الخميس، إلى وضع حد لهذه الحوادث.
وبينما حذر بيريز من أن عمليات حرق المساجد قد تؤدي إلى إثارة الدول العربية والإسلامية ضد إسرائيل، إلا أنه شدد على "ضرورة عدم توجيه أصبع الاتهام ضد جميع المستوطنين"، فقد ذكر رئيس مجلس التجمعات السكنية بالضفة الغربية، داني ديان، أن "المستوطنين لن يهدأ لهم بال، حتى يتم القضاء على مظاهر العنف."
إلى ذلك، استنكر رئيس الكنيست، ريؤوفين ريفلين، بشدة ما تسميه عناصر اليمين المتطرف بعمليات "دفع الثمن"، في إشارة إلى الاعتداءات المتكررة على المساجد، ووصف الذين يرتكبون تلك العمليات بأنهم "مجرمون يخالفون القانون"، متحاشياً مع ذلك نعتهم بـ"إرهابيين"، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
كما أبدى رئيس الكنيست استياءه من مشروع القانون المطروح حول حظر رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في المساجد، داعياً مقدمة مشروع القانون، النائبة أناستاسيا ميخائيلي، من حزب "إسرائيل بيتنا"، إلى التراجع وسحب القانون المقترح.
وكذلك، استنكر مدير قسم "الطوائف"، في وزارة الداخلية الإسرائيلية، يعقوب سلامة، الاعتداءات الأخيرة على المساجد ودور العبادة، وعبر عن "قلق" وزارة الداخلية إزاء تفشي هذه الظاهرة، وقال إن الوزارة تحاول إيجاد الحلول الملائمة لها، من خلال تشديد الحراسة عليها، نصب كاميرات في عدد من المساجد.