بيروت، لبنان(CNN) -- أطل الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، بشكل مباشر على أنصاره في ضاحية بيروت، للمرة الأولى منذ سنوات، قبل أن يعود إلى ملجأه السري ليلقي كلمة بمناسبة مراسم عاشوراء، هاجم فيها رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون، بعد تصريحاته المناهضة للحزب وإيران، واعتبر أن ما يجري في سوريا والمنطقة "قنبلة دخانية" لتمويه انسحاب أمريكي من العراق الذي وصفه بأنه "هزيمة" لواشنطن.
وقال نصرالله، إن حزبه "قوة يجهلها العدو وما زال يجهلها وستفاجئ كل عدو في أي ساحة مواجهة."
وتابع يقول إن ما وصفها بـ"المقاومة" ستبقى وتستمر "مهما كانت المؤامرات والتواطؤ والحرب النفسية والإعلامية والمخابراتية."
واعتبر نصرالله أن ما يجري في العراق على صعيد الانسحاب الأمريكي هو "هزيمة كبيرة" للبيت الأبيض، متهماً واشنطن بأنها تريد إخفاء هذه الهزيمة "عبر قصف دخاني"، واضعاً أحداث المنطقة في إطار "إشغال شعوب المنطقة عن مشاهدة هزيمة الجيش الأميركي."
وشن نصرالله هجوماً قاسياً على المعارضة السورية، وقال إن الإصلاح في سوريا ليس هو المطلوب بل "نظام خيانة واستسلام عربي ونظام توقيع عربي على بياض لأميركا وإسرائيل."
وقال إن هناك من يريد أن "يعوض عن هزيمته في العراق، وعن خسارته المحتملة جدا في تغيير الوضع في سوريا لمصلحة إسرائيل."
وأضاف: "موقفنا من الأحداث السورية واضح، نحن مع الإصلاح ونقف إلى جانب نظام وقف مع المقاومة والممانعة، ونقول نعم لكل الإصلاحات التي قبلت بها القيادة السورية وطالب بها الشعب."
وحول تصريحات غليون الأخيرة، قال نصرالله: "ما يسمى بالمجلس الوطني السوري له رئيس اسمه برهان غليون قال منذ يومين إنه إذا تمكن من تغيير النظام سيقطع علاقته مع إيران ومع حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، وهذه أوراق اعتماد للخارج. هناك معارض آخر تحدث عن تجاوز الحدود إلى لبنان ومقاتلة حزب الله، وهذا خدمة لأميركا وإسرائيل."
وأضاف نصرالله: "يا دكتور غليون، ماذا ستفعل بالجولان؟ قال سوف نذهب إلى المجتمع الدولي لنرى ماذا يمكننا أن نفعل، نريد أن نفاوض مع المجتمع الدولي، وهذا بعد عشرين أو ثلاثين سنة من المفاوضة التي لم توصل إلى أي شيء. يتّضح أن ما يطمح إليه هؤلاء هو أن ينهوا علاقة سوريا مع حركات المقاومة في المنطقة التي (تشكّل) سوريا قوة لها وهي قوة لسوريا، ويريدون أن يلقوا بأنفسهم من جديد في أحضان المجتمع الدولي من أجل الجولان."
ونفى نصرالله أن يكون سلاح حزبه قد سبب الفوضى والاضطراب الأمني في لبنان، وقال إن الصواريخ البعيدة المدى التي يمتلكها حزبه لا تستخدم في الحروب الأهلية.
وكان نصرالله قد ظهر وسط أنصاره قبل دقائق من بدء كلمته، وذلك في أول ظهور علني له بعد صفقة التبادل مع الأسرى عام 2008.
كما سعى نصرالله في كلمته إلى امتصاص حدة التوتر على خلفية الشكل الذي أخذته مراسم عاشوراء هذا العام في لبنان، وحصول احتكاكات مع عناصر سنيّة ودرزية، فدعا إلى احترام كل المقدسات وكل الرموز لأي طائفة ولأي مذهب انتمت."
يشار إلى أن زعيم المعارضة السوري، برهان غليون، كان قد قال إن إيران وجماعة "حزب الله" اللبنانية، يخاطران بعلاقاتهما المستقبلية مع سوريا، في ظل استمرار دعمهما لنظام الرئيس بشار الأسد، الذي يواجه حركة احتجاجات واسعة، هي الأكبر منذ توليه السلطة خلفاً لوالده قبل 11 عاماً.
وقال غليون، رئيس "المجلس الوطني السوري"، في مقابلة مع CNN الثلاثاء، إن إيران "تشارك في قمع الشعب السوري"، من خلال دعمها للأسد، الذي عمل نظام أسرته، على مدى نحو 40 عاماً، كحليف لإيران، كما حذر من الأحداث التي تشهدها سوريا في الوقت الراهن، التي قد تؤدي إلى تدخل عسكري خارجي.
وبالنسبة لحزب الله، الجماعة اللبنانية المسلحة التي كانت حليفاً لسوريا خلال السنوات التي هيمنت فيها دمشق على جارتها الصغيرة، قال غليون إن "الشعب السوري وقف تماماً يوماً ما إلى جانب حزب الله، ولكنهم اليوم متفاجئون من أن حزب الله لم يرد الجميل ويدعم نضال الشعب السوري من أجل الحرية،" على حد تعبيره.