واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- بعد أشهر من مقتل رجل الدين المتشدد الأمريكي المولد أنور العولقي في غارة أمريكية بدون طيار في اليمن، أثارت الجماعات المتشددة جدلا حول، والده مدعية أنه أصبح الآن يدعم أنه يدعم فكر ابنه ضد الغرب.
ولكن في بيان أرسل إلى شبكة CNN من خلال الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، قال ناصر العولقي إن رسالته الصوتية أسيء فهمها، مضيفا "وسائل الإعلام فهمت بشكل خاطئ أنني أدعم العنف، ولكن ليس هذا ما قصدته."
وأضاف العولقي يقول "لسنوات، ألقى ابني محاضرات عن الإسلام وكيف أن المسلمين في الغرب يمكن أن يتمسكوا بإيمانهم ويعيشوا وفقا لقوانين المجتمعات الغربية.. كما انتقد السياسة الخارجية الأمريكية، ودعا لتحقيق العدالة لضحايا الحروب وغيرها من الانتهاكات غير المشروعة، وهذه الجوانب من خطبه كانت مهمة وحقيقية."
ومضى يقول "ما زلت أعتقد أن ابني قتل بطريقة غير مشروعة، محروما من حقوقه، وأنا أيضا لا أفهم كيف يمكن لأي شخص أن يبرر استخدام الصواريخ ضد حفيدي الذي يبلغ عمره 16 عاما وأصدقاءه من الفتية."
وصدر بيان العولقي يوم الأربعاء، من خلال اتحاد الحريات المدنية الذي يقول إنه لا يزال على اتصال مع ناصر العولقي بشأن مقتل ابنه وحفيده جراء ضربات طائرة أمريكية بدون طيار يوم 30 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقبل صدور هذا البيان لناصر العولقي، تداولت مواقع إلكترونية تصريحات نعى فيها ابنه، واعتبرت أنها داعمة للحركات المتشددة.
ففي تصريحات صوتية نشرت في 2 ديسمبر/كانون ثاني عبر موقع جماعة تسمي نفسها "الأمة المتحدة" على الإنترنت، قال ناصر العولقي إن ابنه "اغتيل بسبب تعاليمه، إذ قال مسؤول كبير بصراحة عندما كان أنور في السجن: نريد ان نسكته."
وقال العولقي في الخطاب الصوتي "لم يقدم قط أي أدلة ضده (أنور) ولن يكون هناك أي أدلة.. لقد عرفوا أن الإمام أنور العولقي حمل رسالة فعالة.. رسالة كانت بسيطة ومباشرة."
ومما زاد من غموض خطابه والتساؤلات التي أثيرت حوله، عندما ختمه بالقول "دم ابني لم، ولن، يذهب سدى."
وقبل أن ينشر ناصر العولقي توضيحا لتصريحاته، أكد مراقبون أن تحوله إلى دعم قضية ابنه، سيعطي دفعة للجماعات المتطرفة التي تحاول تجنيد أتباع لها، وخاصة على الانترنت.
وقال الكسندر ميليغرو هيتشنز، الباحث في المركز الدولي لدراسات التطرف في لندن إن المتشددين يمكنهم القول إن "المسلمين في الغرب الذين يعتقدون انهم آمنون، هم ليسوا كذلك، لأنه إذا نظرتم الى الطريقة التي تم التعامل فيها مع هذا الواعظ (أنور) والشيخ المسالم وكيف أنهم قتلوه من أجل لا شيء، وترى أنهم قتلوا ابنه ذي الـ16 عاما، فأنتم لستم آمنين ومن الأفضل أن تفعلوا شيئا حيال هذا الأمر."
وأضاف هيتشنز يقول "هذا النوع من الرسائل فعال، وناجح تماما."