بيروت، لبنان (CNN) -- جدد رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، تمسكه بالمحكمة الدولية التي تحقق في اغتيال والده رفيق الحريري، قائلا إن "اللبنانيين ونحن منهم ما زالوا متمسكين بالحقيقة والعدالة والمحكمة الدولية."
وأضاف الحريري في خطاب لمناسبة ذكرى الاغتيال الذي وقع عام 2005، "هذه المحكمة ليست أميركية ولا فرنسية ولا إسرائيلية وهي لا تستهدف فريقا أو طائفة، إنما تمثل في نظرنا أعلى درجات العدالة الإنسانية وستنزل القصاص بإذن الله فقط بالقتلة الإرهابيين."
وقال الحريري الذي سقطت حكومته في 12 كانون الثاني/يناير بعد انسحاب وزراء المعارضة منها، "رفيق الحريري استشهد قبل 6 سنوات لأنه قال لا، لا لتسليم لبنان وقراره ومصيره، قال لا لتغيير حقيقة لبنان وللنظام الأمني وللتخلي عن دستور الطائف وعن المناصفة التامة."
ولفت إلى "أن هذه المحكمة وفق نظامها الأساسي ستوجه التهمة إلى أفراد ولن تلقيها جزافا، وعليها "الاستناد للأدلة والبراهين وعندها إذا أراد أحد أن يضع نفسه في خانة المتهمين فهذا خياره وطريق يختاره بنفسه أما نحن فسندعم المحكمة وقرارها وحكمها."
وفي إشارة إلى حزب الله الذي يعارض المحكمة، قال الحريري "أعلم أن هنالك من يريد أن يأخذ كلامي في مواجهة طائفة أخرى، نحن لم نكن ولن نكون في معرض مواجهة مع الطائفة الشيعية أو أي طائفة من طوائف لبنان، هذه هي مدرسة رفيق الحريري الوطنية والعربية والإسلامية."
وحول وجود السلاح في يد مجموعات لبنانية، وخصوصا حزب الله، قال: "نحن لا نقبل السلاح ولا الخضوع إليه عندما يصبح وسيلة لاستفزاز اللبنانيين في استقرارهم وأمنهم.. وعندما يوجه لصدورهم وليمارس الضغط على النواب.. السلاح الموجه لصدور اللبنانيين هو سلاح الفتنة، والفتنة لا تخدم سوى إسرائيل."
وعن علاقته بسوريا قال "أنا ذهبت إلى سوريا بصفتي رئيسا للحكومة وابن رفيق الحريري وكل ما أردته هو مصلحة لبنان العليا في العلاقات مع دولة عربية شقيقة هي الجار الأقرب لنا، مصلحة لبنان التي تتوافق مع مصلحة سوريا وحفظ سيادة واستقلال كل من البلدين."
ومضى يقول "لم أذهب إليها (سوريا) لأستعين بها على أبناء بلدي وعلى البقاء في السلطة، ذهبت في كل مرة مرفوع الرأس بحثا عن مصلحة لبنان أولا التي تبدأ بحسن العلاقة مع الشقيق الأقرب والعرب وكل العالم."
وحول المبادرة السورية السعودية أو ما عرف بـ"س. س،" قال إن "المبادرة كانت قائمة على فكرة واحدة أننا مستعدون للمشاركة في مؤتمر مصالحة وطنية يتصالح فيه كل اللبنانيين ويتسامح فيه كل اللبنانيين، مؤتمر يعقد في الرياض برعاية الملك السعودي وفي حضور الرئيس اللبناني والرئيس السوري وعدد من الرؤساء العرب."
لكنه أردف قائلا "أخطأنا، فاوضنا بصدق وأمانة من أجل مصلحة لبنان، إذ بنا نقابل بطلب الاستسلام لا المصالحة من قبل من لا يريدون حوارا لأنهم يرون أنفسهم أكبر من لبنان.. أنهوا س.س لأنهم لا يريدون المصالحة الشاملة وأنا أقول أمامكم لا عودة لها."