المنامة، البحرين (CNN) -- قال هادي الموسوي، عضو البرلمان البحريني عن كتلة "الوفاق" الشيعية المعارضة إن الحشد الذي شارك بمراسم تشييع قتلى المظاهرات الماضية يؤكد أن المحتجين ليس لديهم "رغبة بالانكفاء والسكوت عن حقوقهم،" وشدد على أن المطلب السياسي للمعارضة ليس إسقاط النظام بل تشكيل حكومة منتخبة، وتساءل عمّا إذا كانت الشرطة ستطلق النار على المظاهرات المؤيدة للسلطة "بحجة عرقلتها لحركة السير" كما فعلت مع المعارضة.
وأعرب الموسوي، في اتصال مع CNN بالعربية عن شعوره بالقلق حيال احتمال تطور الأمور نحو صدام مذهبي في البلاد، ليس بسبب المجتمع نفسه بل "بسبب الشحن الذي تقوم به وسائل إعلام الحكومة" على حد تعبيره، مشدداً على ثقته في
ولدى سؤاله عن تحرك المعارضة لتشييع القتلى الجمعة قال الموسوي: "الحشد الكبير الذي جرى للشهداء الأربعة هذا اليوم يعد مؤشراً لاستعداد الناس للنزول إلى الشارع والغضب الذي رأيناه يدل على حجم الألم والصدمة، هذا الحضور الكبير يدل على وجود رغبة جامحة لدى الناس بعدم الانكفاء والسكوت عن حقوقهم."
وتابع: الذين شاركوا في المسيرات يؤمنون بأنهم لم يخطئوا بمطالباتهم وهم ملتزمون بثوابت واضحة يعبر عنها ميثاق العمل الوطني لجهة الدعوة إلى ملكية دستورية، وهذا يعكس قناعات الناس، وما يثير إعجابي هو أنه في كل الاحتجاجات التي جرت، لم يلجأ الناس للعنف، بل تعرضوا هم للعنف الرسمي."
وعن تعليقاته على المسيرات الضخمة التي خرجت تأييداً للحكومة ولعاهل البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة قال الموسوي: "لا ضير في مسيرات مؤيدة للملك، بل كنا لنشارك في مثل هذه المسيرات لم أننا لم نوضع في دائرة ضيقة ويتم الانقلاب على الدستور والميثاق الوطني بوجهنا، ولكننا نستغرب بأن هذه المسيرة تمثل عائقاً لحركة السير، وهي مؤيدة رسمياً، أما مسيرة المعارضة التي اتهمت أيضاً بعرقلة السير فقد جرى قمعها بهمجية قاتلة، فهل سيحصل هذا لمسيرات تأييد الحكومة؟"
ونفى الموسوي وجود انقسام في مواقف المعارضة حيال سقف التحركات وما إذا كانت تجري في ظل الدعوة لإسقاط الملكية أو لتحويلها إلى ملكية دستورية فقال: "منذ بداية الأزمة لم أسمع قيادياً معارضاً واحداً يطالب بقلب النظام، هناك أصوات تطلب هذه الصيحات الغاضبة في الشارع، وهذه أصوات تدعو لما تريد ولا تستطيع السلطة معاقبتها لأن البعض أهان الشعب بأكمله وسعى لتشطيره عندما هاجم الشيعة وسماهم رافضة على التلفزيون الرسمي."
ولم يخف الموسوي قلقه من تطور الأمور إلى صدام مذهبي بين المعارضة التي يغلب عليها الطابع الشيعي، وبين المؤيدين للأسرة المالكة السنيّة، في حال لجأت كافة القوى إلى الشارع قائلاً: "لقد فقدنا الثقة في حكمة ردود الفعل الرسمية وهذا يدفعنا لوضع حواجز وأطر تحمينا، لأننا لا نستبعد حصول مجازر أخرى ضد المعارضين، كما جرى في ميدان اللؤلؤ."
وتابع: "بالنسبة للصدام المذهبي فالقلق موجود، وهو نابع من الشحن المذهبي الذي يمارسه الإعلام الرسمي في البحرين، لأن مسيرة المعارضة لم تثر مخاوف أحد لأنها ضمت جميع الأطياف، وخرج الجميع وعلى لسانهم جملة واحدة وهي نحب البحرين، وعموماً فنحن نثق بالناس وبأنه لا طائفية في البحرين."
وعن سقف مطالب "الوفاق" - التي كانت قد انسحبت من البرلمان مؤخراً - لوقف التحركات على الأرض قال الموسوي: "اليوم ليس كما الأمس، عندما انسحبنا من البرلمان أكدنا أننا وصلنا إلى نقطة نطالب فيها بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة أخرى تتناسب مع مطالب المعارضة والناس، ومع مطالبنا الأساسية بتحويل البلاد إلى مملكة دستورية يمكن فيها انتخاب السلطة التنفيذية بشكل مباشر من الشعب."
وكانت البحرين قد شهدت مظاهرات معارضة للسلطة وأخرى مناوئة لها الجمعة، ونقل التلفزيون الرسمي البحريني مشاهد لحشود ضخمة تحمل صور العديد من أفراد العائلة المالكة، مع شعارات مؤيدة لهم، في حين احتشد المعارضون في قرية الديه، لتأبين قتلى الصدامات الأخيرة.