صنعاء، اليمن (CNN)-- جدد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح دعوته للحوار مع المعارضة التي تمثلت بنزول الآلاف لأكثر من اسوبع مطالبه بتنحيه، وقال: " يطالبونني أن ارحل.. فإذا أرادوني أن ارحل فلن ارحل إلا عن طريق صناديق الاقتراع."
وأضاف صالح في مؤتمر صحفي عقده الاثنين في صنعاء حضره مختلف وسائل الإلاعلام: نحن على استعداد للمواجهة عبر وسائل الإعلام لمقارعة الحجة بالحجة، وحرية الرأي مكفولة وبطرق سلمية وديمقراطية."
وتابع يقول: "ومن يطالبون برحيل النظام فإن الرحيل يتم عبر صناديق الاقتراع، واحترام إرادة الشعب اليمني، لأن السلطة مغرم وليست مغنم.. والشعب هو المرجعية."
وشدد صالح، في إشارة إلى تجمع اللقاء المشترك، قائلا: "كل ما قدمت الدولة تنازلات ارتفع سقف المطالب، ونحن نقول لهم تعالوا للحوار والتفاهم."
وأعاد التأكيد على دعوة التحدي بالقول: "من يريد أن يصل إلى كرسي السلطة، فإن عليه أن يسلك سلوكاً حضارياً، ويأتي عبر صناديق الاقتراع، سواء في انتخابات مجلس النواب أو الانتخابات الرئاسية، وبعيداً عن الغوغاء والفوضى."
وأكد صالح على أن أجهزة الأمن لدبها" تعليمات صارمة"من مجلس الدفاع بعدم استخدام القوة في المسيرات، ورأب الصدع بين مؤيدين ومعارضين.
هذا، وقد واصل آلاف المحتجين على نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اعتصامهم أمام جامعة صنعاء، حيث تحولت المنطقة إلى ساحة قطعت من قبل المعتصمين.
وشكل المتظاهرون لجاناً في مداخل الساحة الممتدة من أطراف الجامعة، من اتجاه منطقة مذبح شمالاً إلى منطقة تقاطع احد الأسواق (شارع هايل) جنوباً، مهمتها التفتيش عن السلاح والوافدين إلى الساحة.
وردد المتظاهرون، بعد أن نشروا الخيام في إحدى حدائق الساحة، شعارات مناهضة للحكومة اليمنية،كما كتبوا على الأرض وعلى لوحات الإعلانات بعد إزالتها، "إرحل.. ارحل يا علي،" و"لا مكان للطغاة" و"بكل صوت وكل وضوح يسقط النظام."
محمد الجابري، احد الطلبة المشاركين في الاحتجاج، قال، وهو يوزع منشورات بأسماء فيها الرئيس والأسرة الحاكمة ومناصبهم: "لن نرحل من هنا قبل أن يرحل الطغاة، وننظف اليمن من السارقين والفاسدين."
من جانبها، قالت خلود، وهي طالبه في جامعة صنعاء، بقسم اللغة التركية: " من يسيطر على اتحاد الطلبة في الجامعة هم حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين)، وهم في الأساس من يمولوا الأحزاب المشتركة في التظاهرات، وما نحصل عليه منهم هو التفريق بين الناس والعنصرية والتخويف والتهديد والفوضى، كما هو الحال الآن."
وفي عدن، قال شهود عيان، إن قوات تابعة للأمن المركزي أطلقت النار بشكل عشوائي في حي "خور مكسر"على محتجين ضد الحكومة القائمة في اليمن، مما أدى إلى إصابة خمسه.
مصادر طبية من جانبها، أفادت بأن أحد الخمسة قتل، والأربعة الجرحى يتلقون حالياً العلاج في احد مستشفيات المدينة.
بيان علماء اليمن
من جانب آخر، اعتبر علماء اليمن المسيرات السلمية التي لا يصحبها أي تخريب، بأنها "شكل من أشكال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وطالب بيان للجنة العليا لعلماء اليمن، صدر الاثنين، بضرورة تشكيل حكومة وطنية تشرف على سير الانتخابات في البلاد داعياً القوى خارجية الخارجية إلى احترام سيادة اليمن والامتناع عن التدخل في شؤونها.
كما أدان بيان علماء اليمن العنف بكافة أشكاله، والضرب وكافة أنوع التعذيب النفسي والجسدي مطالباً بإقالة كافة المفسدين وتقديمهم للعدالة لمحاسبتهم.
وحرم البيان العلماء ضرب أو قتل قوات الآمن.
وشدد البيان على ضرورة "عقد مؤتمر وطني بمشاركة كافة القوى السياسية والاجتماعية والاتفاق على حلول لمشاكل اليمن والتوافق على تشكيل حكومة وطنية من ذوي الكفاءات."
كما أكد البيان على ضرورة سحب وإلغاء الإجراءات التي وصفها بالانفرادية التي أدت إلى تأزيم الأوضاع، في إشارة إلى الدعوة إلى تعديل قانون الانتخابات واقتراح التعديلات الدستورية.
الحوثيون يتضامنون
انضم الحوثيون الاثنين إلى باقي أفراد الشعب اليمني المتظاهرين ضد الحكومة اليمنية وعلى رأسها الرئيس علي عبدالله صالح، عندما نظموا مظاهرة حاشدة في مدينة ضحيان بمحافظة صعدة، شمالي البلاد.
وشارك في المظاهرة عشرات الآلاف من أبناء مديريات سحار وصعدة ومجز وقطابر والمناطق المجاورة، رافعين لافتات كتب عليها "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحلوا أيها الظالمون"، وفقاً لبيان صادر عن مكتب الزعيم الحوثي، عبدالملك بدرالدين الحوثي، ونشره موقع "المنبر الإخباري" التابع لجماعة الحوثيين.
وعبر المتظاهرون خلال المظاهرة "عن موقفهم الداعم والمساند للمسيرات الشبابية والشعبية في مدن صنعاء وتعز وعدن وأبين وبقية المناطق الأخرى.
وجاء في البيان أنه "انطلاق من واجبنا الديني والوطني و تأكيداً على تضامننا ووقوفنا إلى جانب إخواننا من أبناء شعبنا وبلدنا خرجنا بهذه المسيرة مؤكدين للجميع عنوان التلاحم والسير قدماً مع بقية أبناء الشعب لنرفع عنا الظلم والاستبداد الذي جرع الشعب اليمني وعلى طول حكمه المستبد النكد والويلات والحروب والأهوال."