دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أدان مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى المندوبين الدائمين، ما أسماه "الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في اليمن"، داعياً إلى "احترام الحق في حرية التعبير"، كما شدد أيضاً على "ضرورة تضافر الجهود من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية."
وأكد المجلس، في ختام اجتماعه غير العادي بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، الثلاثاء، برئاسة سلطنة عُمان، على "ضرورة الاحتكام إلى الحوار وأساليب العمل الديمقراطي في التعامل مع مطالب الشعب اليمني وبالطرق السلمية."
وأعرب المجلس، في بيان حصلت عليه CNN بالعربية، عن "بالغ القلق إزاء مستجدات الموقف المتدهور، والتي تفاقمت إثر استخدام العنف، وما تبع ذلك من تطورات وأحداث مؤسفة بالغة الخطورة، تهدد وحدة ومؤسسات الدولة اليمنية ومستقبلها وأمنها واستقرارها"، كما قرر أن يبقى الموقف في اليمن "تحت النظر والمتابعة."
وكان الرئيس علي عبدالله صالح قد أصدر أوامره بإعلان حالة الطوارئ في البلاد، بعد الصدامات الدموية في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد ظهر الجمعة الماضي، أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 40 قتيلاً، وجرح أكثر من مائة آخرين.
وتفجرت المواجهات بين عشرات الآلاف من المحتجين المناهضين لصالح، والذين كانوا يحتشدون في ساحة "التحرير"، قرب جامعة صنعاء، وآلاف آخرين من الموالين للرئيس اليمني، حيث تبادل الطرفان الرشق بالحجارة، وفق ما أفاد شهود عيان.
ولجأت قوات الأمن اليمنية في البداية إلى إطلاق النار في الهواء، وقنابل الغاز المسيل للدموع، في محاولة لتفريق المتظاهرين، ولكن سرعان ما تطورت الأحداث بشكل دراماتيكي، بعد قيام قوات الشرطة بإطلاق الرصاص الحي على جموع المحتشدين، بحسب الشهود.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد ندد هو الآخر باستخدام قوات الأمن اليمنية ما أسماها "القوة المفرطة"، ضد المتظاهرين المسالمين في العاصمة صنعاء، وأبدى كقلقه البالغ إزاء تدهور الوضع في اليمن.
ودعا كي مون، في بيان صحفي، الحكومة اليمنية إلى الامتثال لمعايير حقوق الإنسان الدولية، والتحقيق في الادعاءات بوقوع عمليات قتل خارج نطاق القضاء، وانتهاكات لحقوق الإنسان.
وفي تطور لاحق الثلاثاء، أرسل الرئيس اليمني وفداً إلى السعودية للتوسط في الأزمة التي تشهدها اليمن، خصوصاً بعد إعلان العديد من قادة الجيش انضمامهم للثورة الشبابية السلمية، كما حذر، في كلمة له الثلاثاء أيضاً، من أن أي محاولة للوصول إلى السلطة بطريقة الانقلابات ستؤدي إلى حرب أهلية.