دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أكد شهود عيان في مدينة درعا جنوبي سوريا، التي تشهد اضطرابات منذ أسبوع، أن الآلاف نزلوا إلى الشوارع الخميس، في مسيرة تحمل جثمان جندي، يعتقد أنه قتل برصاص عناصر أمنية لرفضه إطلاق النار على متظاهرين.
وفي السياق ذاته دعت وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها في سوريا إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم الاقتراب من مناطق الاحتجاج قائلة إنها وإن بدأت سلمية، فإن المعلومات المتوفرة تشير إلى احتمال استخدام قوات الأمن العنف.
وقال ناشط حقوقي وسياسي لـCNN بالعربية إن يوم الجمعة سيكون حاسماً في تحديد مسار الأحداث بالبلاد، مع وجود تأكيدات بأن المظاهرات ستكون في عموم سوريا.
وقال هيثم مناع، الناشط السياسي والحقوقي السوري في اللجنة العربية لحقوق الإنسان: "اليوم هناك توتر كبير في درعا، لأن الناس تريد تشييع الشهداء وترفض وضعهم في برادات، لكن عناصر الأمن تمنع مسيرات الجنائز منعاً كاملاً، وقد قامت هذه العناصر بتوجيه تحذير لكل الناس بعدم الخروج لدفن القتلى، وفرضت حظر التجول عبر ميكروفونات المساجد."
وأضاف، أنه حتى صباح الخميس تأكد سقوط 32 قتيلاً باتت هوياتهم معروفة، أما الجرحى، فقال الناشط السوري، الذي تعود أصوله إلى درعا نفسها، إن عددهم "لا يحصى، ولكن هناك 80 حالة متوسطة أو حرجة."
وأضاف: "الأخطر وجود 120 مفقوداً أو معتقلاً، وهؤلاء ربما قتلوا وبقيت جثثهم لدى رجال الأمن."
وعن ما تردد عن وجود مسلحين من خارج الحدود والعثور على بنادق داخل المسجد العمري الذي اقتحمته الشرطة في درعا، قال مناع: "لدينا أدلة سنقدمها للإعلام قريباً تدل على أن التخريب الذي تعرضت له المنشآت العامة جرى من قبل رجال الشرطة، ولدينا أدلة على كذب الإدعاءات بوجود سلاح في المسجد، فكيف يمكن أن يكون هناك سلاح ولا يستخدمه من تعرض للهجوم، ونحن نؤكد أن الأسلحة أدخلت من قبل القوى الأمنية."
وكشف مناع لـCNN بالعربية أن قد جرى اتصال من قبل اللجنة التي ينشط في إطارها بالمحكمة الجنائية الدولية، وطُلب منها وضع يدها على القضية، وأضاف: "طلبت منا المحكمة إعداد ملف متكامل عن القضية، وقد بدأنا بالفعل هذا الأمر على الأرض في درعا لتوثيق الجرائم ضد الإنسانية."
وأكد مناع أن المطالب الأساسية لسكان درعا لم تكن محلية، رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة هناك، مؤكدا على أنها مطالب وطنية تتعلق بقانون الطوارئ المستمر منذ نصف قرن، والنظام السياسي العام.
ولدى سؤاله عن مستقبل التحرك الذي يبدو أن قبضة الأمن السوري نجحت حتى الآن في احتوائه ضمن درعا ومحافظتها، دعا مناع الجميع إلى الانتظار وترقب مساء الجمعة، موعد المسيرات الاحتجاجية التي دعت إليها المعارضة السورية.
وقال مناع: "الجمعة سنعرف الجواب، لدينا تأكيدات على مسيرات ستنطلق من الكثير من المساجد في يوم نجدة درعا، إن انضمت محافظتين على الأقل لدرعا فالانتفاضة ستشهد تحولاً على مستوى سوريا."
وأضاف: "أما إذا عُزلت درعا، فسيصار إلى سحقها، وهذا ما قيل بالحرف الواحد لوفد المدينة الذي كان يفاوض الحكومة."
مظاهرة سورية في دبي
شهدت منطقة القنصليات في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة حدثاً غير اعتيادي الخميس، إذ خرق هدوء المنطقة مسيرة نظمها أفراد من الجالية السورية أمام قنصلية دمشق للاعتراض على ما وصفوفها بـ"المجازر" في مدينة درعا.
وجرت المظاهرة بحضور الشرطة الإماراتية التي حرصت على بقاء الأمور قيد السيطرة، بينما هتف المحتجون رافعين صوت مطالبهم بوقف الصدامات في المدينة، وإجراء التغيير السياسي الذي يتطلع إليه السوريون."
وقال أحد المحتجين لـCNN بالعربية: "نحن نتظاهر اليوم دعماً لأبطال درعا الذي يقتلون على يد المخابرات وعصاباتها للأسف، نحن ضد قانون الطوارئ ومع الإفراج عن المعتقلين السياسيين.. الرسالة واضحة للجميع، يجب وقف القتل في درعا لأنه لم يعد ينفع قتل الناس والحفاظ على النظام بهذه الطريقة، وقت التغيير حان."
وفي الإطار عينه، قال متظاهر آخر: "نحن هنا لأنهم ارتكبوا إبادة جماعية في سوريا، وقد اكتفينا منهم، يظنون أنهم في الثمانينيات وهذه الحكومة تعتقد أنها قادرة على قتل الناس دون وجود إعلام، ولكننا في زمن لا يمكن فيه الاستمرار في الفساد وقتل الناس."
ولم يخل الموقف من سوريين أعربوا عن تأييدهم لحكومتهم، وتحدث أحدهم قائلاً: "هؤلاء قرابة مائة شخص لا يمثلون إلا أنفسهم، هناك ما بين 200 و300 ألف سوري في الإمارات ولكن هؤلاء لا يمثلون أحداً، نحن ندعم رئيسنا وحكومتنا."
وشهدت المسيرة هتافات مثل "بعد اليوم ما في خوف،" و"سوريا حرة حرة.. بشار برة برة" و"اللي بيقتل شعبو خاين" و"حاميها حراميها،" وانتهت بإشكال بين المحتجين وأحد الأشخاص بعد أن اشتبه به بعضهم بأنه "يتجسس عليهم" على حد قولهم.