نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تفاوتت تقديرات عدد من خبراء مكافحة الإرهاب حول صدقية ما جاء على لسان الرئيس التشادي، إدريس ديبي، حول استفادة "تنظيم القاعدة في دول المغرب الإسلامي" من الأحداث في ليبيا ليحصل على كميات كبيرة من السلاح من مخازن الجيش الليبي، بينها صواريخ مضادة للطائرات، فقد شكك البعض في صحة المعلومات، بينما دعا آخرون إلى عدم التقليل من شأنها.
فقد سبق للتنظيم المتشدد أن أظهر نواياه العدوانية ضد حركة الطيران الدولية في أفريقيا، ووقع ذلك في نوفمبر/تشرين الثاني2002، عندما أطلق مسلحون يعتقد أنهم على صلة بالقاعدة صاروخين من طراز "سام 7" باتجاه طائرة مدنية فوق مطار مومباسا الكيني.
ونجت الطائرة بعد فشل الصاروخين بإصابة هدفهما، وأخفق عناصر التنظيم في قتل عشرات السياح على متنها، في عملية مزدوجة شهدت أيضاً تفجير سيارة مفخخة في فندق تعود ملكيته لشخص إسرائيلي.
وكان ديبي قد تحدث لمجلة "الشباب الأفريقي،" حيث أعرب عن خشيته من استفادة التنظيم من مخازن السلاح التي فتحت على مصراعيها في شرقي وغربي ليبيا، لتكوين ترسانة متقدمة، خاصة على صعيد صواريخ "سام 7" التي يكمن خطرها في إمكانية إطلاقها من الكتف.
وبينما قال ديبي إنه متأكد من معلوماته بنسبة مائة في المائة، بدا الأميرال جيمس ستافيردس، أعلى ضباط الولايات المتحدة ضمن حلف شمال الأطلسي في أوروبا، أكثر تردداً حيال المسألة، ولدى إثارتها معه في جلسة استجواب للكونغرس طلب الرد على القضية خلف أبواب مغلقة.
وقال عدد من الخبراء في الشأن الأمني أن معلومات ديبي تبقى دون سند قوي، خاصة وأنها قد تكون نابعة من التحالف الذي يجمع ديبي والزعيم الليبي، معمر القذافي، الذي سبق له أن اتهم تنظيم القاعدة بتدبير الأحداث الجارية في بلاده.
وذكر أن الخبراء أن "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" يمكنه ببساطة اللجوء إلى سوق السلاح السوداء النشطة جداً في أفريقيا، والحصول على ما يشاء من عتاد، وفقاً لما قاله أندرو ليبوفيتش، المحلل المتخصص في شؤون التنظيم لدى مركز "أمريكا الجديدة للأبحاث،" والذي قال إن لدى القاعدة الكثير من الأموال جرى الفدى التي جمعتها من عمليات اختطاف الأجانب بالمنطقة.
وأضاف ليبوفيتش لـCNN: "إذا تمكن التنظيم من الحصول على هذه الصواريخ فلا شك أن أولوياته ستتمثل في نقلها إلى منطقة النيجر لاستخدامها لحماية قواعده وعناصره من الغارات التي تقوم بها المروحيات الفرنسية."
أما جيف بورتر، المحلل الأمني المتخصص بشؤون القاعدة، فقال إن التنظيم في أفريقيا مهتم منذ فترة بالحصول على صواريخ مضادة للطائرات، وقد سبق له أن استخدم السوق السوداء لشراء أسلحة دفاع أرضي ضد الطائرات، بينها مدافع دوشكا ومضادات من أعيرة مختلفة.
يشار إلى أن صاروخ "استريلا" المعروف باسم "سام 7" هو صغير الحجم وسهل النقل، ويتم إطلاقه من على الكتف، ورغم أن تصميمه يعود للعقد السادس من القرن الماضي، إلا أنه ما زال فعالاً ضد الكثير من الطائرات المروحية والنفاثة، وقد سبق أن قدمت الولايات المتحدة كميات منه إلى المقاتلين الأفغان خلال حربهم مع الاتحاد السوفيتي.