CNN CNN

الأردن: المحتجون يطلبون طرد السفير الإسرائيلي

متابعة: هديل غبّون
الأحد، 03 نيسان/ابريل 2011، آخر تحديث 21:00 (GMT+0400)
المحتجون يرفعون صور للطفل العجارمة خلال المسيرات
المحتجون يرفعون صور للطفل العجارمة خلال المسيرات

عمان، الأردن (CNN)-- صب آلاف المتظاهرين جام غضبهم على البرلمان الأردني، في مسيرة حاشدة انطلقت من وسط العاصمة عمان ظهر الجمعة، منددين بمداخلات نواب خلال جلسة التصويت على الثقة بالحكومة مساء الخميس، حملت عبارات مسيئة للمسيرات الاحتجاجية.

وطالب ما يقارب من سبعة آلاف متظاهر، شاركوا في المسيرة التي قادتها الحركة الإسلامية في الأردن، وحزب الوحدة الشعبية اليساري المعارض، إضافة إلى النقابات المهنية، بالحل الفوري للبرلمان، والإسراع في الإصلاح السياسي، وإجراءات انتخابات نيابية مبكرة، استناداً إلى "قانون انتخاب عادل التمثيل."

كما طالب المحتجون الحكومة الأردنية باتخاذ إجراءات للرد على الجانب الإسرائيلي، بطرد السفير، وإسقاط اتفاقية "وادي عربة"، رداً على تصريحات مسؤولين إسرائيليين ضد الأردن.

جاءت المسيرة بعد يوم من منح البرلمان الثقة لحكومة معروف البخيت بشق الأنفس، اعتبرها المتظاهرون محاولة يائسة لتحسين أدائه، ليذهب بالمطالبة إلى حل البرلمان.

وحمّل المتظاهرون الحكومة الأردنية والبرلمان، مسؤولية وفاة طفل أردني في منطقة "ناعور"، بلدة مرتفعة مطلة على غور الأردن الأوسط، الأربعاء الماضي، إثر انهيار سقف مبنى كان بداخله، نتيجة اهتزاز أرضي أرجعه السكان إلى تفجيرات سمع دويها عند المنطقة الحدودية مع إسرائيل.

وتعم أرجاء البلاد مسيرات شعبية وحزبية احتجاجاً على تعثر عجلة الإصلاح في البلاد منذ نحو شهرين.

ورفعت الحركة الإسلامية شعار "الشعب يريد إصلاح النظام" للمرة الأولى بشكل علني، فما قال الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين، في كلمة خطابية إن القوى السياسية لن تمهل الحكومة الأردنية وقتاً طويلاً للإصلاح، مؤكداً عزم الحركة على تطوير آليات الحراك في الأيام المقبلة.

ولوحت الحركة بتصعيد حراكها الأسبوع المقبل إلى "سقف غير مسبوق"، من خلال اعتصام مفتوح في حال عدم الاستجابة لمطالب الإصلاح.

وحيا منظمو المسيرة، التي غابت عنها بقية أحزاب المعارضة بقرار مسبق تحفظاً على شعارها، والد الطفل تامر العجارمة (12 عاماً)، الذي انضم للمسيرة وعائلته، رافعاً صورة ابنه مردداً: "هذا هو ابني الذي قتلته تفجيرات الصهاينة."

وطالب المحتجون بإسقاط  اتفاقية "وادي عربة"، التي اعتبروها سبباً في إلحاق الأذى بالأردنيين، والمس بكرامتهم وحقوقهم، منددين بتصريحات عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الاتحاد العمالي، أرييه الداد، حول اعتبار الأردن وطن بديل للفلسطينيين.

وقال رئيس الجمعية التأسيسية الوطنية للتغيير، الدكتور سفيان التل، إن القوى الشعبية يتواصل عملها للدفع باتجاه رحيل البرلمان الأردني، وإسقاط وادي عربة، في الوقت الذي مرت فيه حادثة وفاة الطفل العجارمة "بكل برود."

وأضاف التل، في نقد لاذع ووجه للبرلمان: "فليسقط كل العملاء الذين وقعوا اتفاقية وادي عربة، والذين كانوا أحذية في أرجل الصهاينة."

وكانت الحكومة الأردنية قد أعلنت عن تكليف مديرية الأمن العام الأردنية  فتح تحقيق في حادثة وفاة الطفل العجارمة، بعد ضغط وسائل إعلام محلية.

وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد أصدرت بياناً الأربعاء، نددت فيه بتصريحات عضو الكنيست الإسرائيلي، واعتبرت أنها "تفيض بالكراهية والحقد، وتعكس منطقاً مهتزاً وحالة من عدم الاتزان، وتعكس هذياناً وتفكيراً مجنوناً، وأن هذه التصريحات والنشاطات السخيفة والسقيمة مرفوضة بالكامل من الأردن حكومة وشعباً."

وقال الناطق باسم الخارجية، محمد الكايد، إن عمان وجهت طلباً، من خلال السفير الإسرائيلي، باتخاذ إسرائيل موقف واضح يدين "التصريحات السقيمة والمختلة"، التي يطلقها البعض في إسرائيل ضد الأردن، وعلى نحو يتعارض مع معاهدة السلام والالتزامات المترتبة بموجبها على كل أجهزة الدولة، مثلما يتعارض مع الالتزام بالإجماع الدولي الرامي إلى إنجاز حل الدولتين وتحقيق السلام الشامل.