أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- سمحت السلطات الأمنية في دولة الإمارات العربية المتحدة لمدون شاب جرى توقيفه مؤخراً، لمطالبته بإصلاحات سياسية في الدولة الخليجية، بالتحدث إلى أسرته، بعد نحو ثلاثة أيام على اعتقاله واقتياده إلى مكان "غير معلوم، وفق ما أكدت زوجته لـCNN الأربعاء.
وقالت الزوجة، وتُدعى نادية، إنها تحدثت إلى زوجها، أحمد منصور، صاحب مدونة "مواطن إماراتي مغلوب على أمره"، مساء الثلاثاء، وذكرت أنه محتجز حالياً في سجن "الوثبة" بالعاصمة أبوظبي، وأن زوجها أخبرها بأنه يتلقى "معاملة طيبة."
أما عبد الحميد القميطي، محامي أحمد منصور، فقال إنه ليس على دراية، حتى اللحظة، بأية اتهامات تم توجيهها إلى موكله.
وأضاف أنه سيلتقي مع مسؤولين في النيابة العامة في وقت لاحق الأربعاء، للإطلاع على مزيد من التفاصيل بشأن القضية.
وأشار القميطي إلى أن شرطة دبي، حيث يقيم منصور، أبلغته بأنها عثرت على زجاجتين من الخمر "الويسكي" في شقة موكله، ورغم أن الشريعة الإسلامية تحظر تداول وتناول الخمور، إلا أن المشروبات الكحولية تُباع علناً في الفنادق للجميع، ويحق لغير المسلمين الحاصلين على رخصة شراء خاصة الحصول على الخمر من بعض المحال المعروفة في الإمارة الخليجية.
وأقرت زوجة منصور بوجود زجاجات الويسكي في منزل الأسرة، إلا أنها نفت أن تكون تشرب الخمر هي أو زوجها، وقالت إن هذه الزجاجات كانت ضمن صندوق مغلق، لم يتم فتحه بعد، ربما تلقاه زوجها على سبيل الهدية من أحد أصدقائه أو من العائلة.
وبحسب الزوجة، فإن نحو عشرة أشخاص، بينهم اثنان يرتديان زي الشرطة، اعتقلوا منصور أثناء تواجده بمنزله بعد ظهر الجمعة، كما استولوا على جواز سفره وجهاز الحاسب الدفتري "اللابتوب" الخاص به، واقتادوه إلى جهة غير معلومة، دون أن يخطروا أسرته بأسباب اعتقاله.
وفي وقت لاحق، تم اعتقال فهد سالم الشحي، وهو صديق لمنصور، وكان يساعده في مدونته، وفق ما أكده الناشط محمد المنصوري لـCNN الأحد، فيما جرى اعتقال الكاتب ناصر بن غيث، الذي يدير موقعاً إلكترونياً خاصاً، ليرتفع عدد الموقوفين لأسباب يُعتقد أنها سياسية، إلى ثلاثة ناشطين، خلال أقل من 72 ساعة.
وذكر المنصوري أن فهد الشحي اعتقل مساء السبت في شقته بإمارة عجمان، حيث كان يقيم بشكل مؤقت مع زوجته، التي تتابع دراستها في الإمارة، مشيراً إلى أن السلطات الإماراتية كانت قد قامت بمصادرة جواز سفره قبل نحو سبع سنوات.
ولم تتلق CNN حتى اللحظة، أية ردود على استفسارات تقدمت بها لعدد من المسؤولين في الإمارات بشأن هذه الموجة من الاعتقالات.
يُذكر أن مجموعة مؤلفة من 133 شخصاً، بينهم منصور، كانت قد تقدمت في التاسع من مارس/ آذار المنصرم، بعريضة يطالبون فيها بإصلاحات سياسية، تتضمن إجراء انتخابات مباشرة لأعضاء المجلس الوطني الاتحادي، الذي يمثل النظام البرلماني في الدولة الخليجية.
وتتضمن المجموعة أكاديميين، ومسؤولين حكوميين سابقين، وصحفيين، ونشطاء، تقدموا بعريضتهم إلى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات السبع، المكونة للاتحاد.