دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ارتفع عدد قتلى "الذكرى 63 للنكبة الفلسطينية" على الحدود الإسرائيلية المختلفة إلى 13 قتيلاً ومئات الجرحى، منهم 10 قتلوا في بلدة مارون الياس اللبنانية التي تبعد عن الحدود الشمالية لإسرائيل كيلومترين، بينما قتل اثنان في الجولان وآخر في غزة.
هذه التطورات دفعت بوزارة الخارجية البريطانية لأن تأسف لسقوط قتلى على الحدود مع إسرائيل.
فقد قال وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، في بيان له وصلت CNN بالعربية نسخة منه "إنني أشغر بقلق بالغ جراء العنف الذي شهدته الحدود الإسرائيلية وما نجم عنه من إزهاق أرواح.. إنني أدعو كل الأطراف لممارسة أقصى درجات ضبط النفس وضمان حماية حياة المدنيين."
وأضاف الوزير في بيانه: "هذه التطورات توضح أكثر من أي وقت مضى ضرورة التوصل لحل دائم وشامل للصراعات في المنطقة وبسرعة، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا عبر المفاوضات."
مواجهات وصدامات وعنف
فقد نقلت وكالة الأنباء اللبنانية أن "قوات العدو الاسرائيلي أقدمت على إطلاق النار باتجاه التجمع في مارون الياس ما أدى إلى استشهاد 10 من المحتشدين وإصابة 112 آخرين بجروح مختلفة، بعضهم في حالة الخطر، نقلوا الى المستشفيات المجاورة."
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية أنه "في منطقتي عين التينة بمحافظة القنيطرة ومجدل شمس في الجولان المحتل استشهد اثنان وأصيب حوالي 170 بجروح جراء إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي عليهم والقنابل المسيلة للدموع."
ونقلت عن الدكتور علي كنعان، مدير مستشفى الشهيد ممدوح أباظة، في القنيطرة قوله "إن الشهيدين اللذين وصلا إلى المستشفى هما أحمد المدني (18 عاماً) وبشار علي الشهابي (في العقد الرابع من عمره) من مخيم اليرموك بدمشق."
أما وكالة الأنباء الفلسطينية فقالت إن فلسطينياً قتل وأصيب مئات آخرون خلال مواجهات جرت الأحد "بين المواطنين وجنود الاحتلال في معظم مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك في أعقاب مسيرات حاشدة انطلقت إحياء للذكرى الـ 63 للنكبة."
وأفادت نقلاً عن مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة قولها إن مواطناً قتل برصاص القوات الإسرائيلية المتمركزة في الموقع العسكري "ناحال عوز" شرقي حي الشجاعية، بينما أصيب أكثر من 80 آخرين بجروح وحالات اختناق.
وفي الأردن، فرقت قوات الأمن العام الحشود التي تجمعت في منطقة الكرامة القريبة من نهر الأردن، بالقوة، ووقعت اشتباكات بين رجال الأمن والمعتصمين، واستخدم رجال الأمن قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق الحشود، ما أدى إلى حدوث حالات اختناق.
وكانت صدامات متعددة قد وقعت داخل إسرائيل وعند حدودها الأحد، خلال فعاليات إحياء ذكرى "النكبة."
وأشارت تقارير إلى محاولة اختراق السياح الحدودي مع وسوريا عند منطقة مجدل شمس، رد عليه الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار، ما أدى لجرح أكثر من 20 شخصاً، بينما جرح فلسطينيون عند الحدود مع قطاع غزة بأحداث مماثلة.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن عدداً غير معروف من الأشخاص أصيبوا بجروح "بعد تصدي قوات الأمن الإسرائيلية لمجموعة كبيرة من المتظاهرين الفلسطينيين بعد اقتحامهم الحدود السورية ودخولهم إلى إسرائيل."
وأضافت الإذاعة: "وكان المئات وربما الآلاف من الفلسطينيين قد تظاهروا داخل الأراضي السورية بمحاذاة الحدود الإسرائيلية، ويبدو أن عددا كبيرا منهم اجتازوا الحدود ودخلوا قرية مجدل شمس في الطرف الإسرائيلي حيث تصدت لهم قوات الأمن."
أما صحيفة هآرتس فنقلت وجود "تضارب في الأنباء" حول حقيقة ما يجري في مجدل شمس، وقالت إن بعض الشهود العيان قالوا إن ألف شخص تجاوزا الحدود، بينما قالت البعض الآخر إن العدد يتراوح بين 400 و500 شخص، في حين قدرهم البعض بعدة عشرات.
ونقلت الإذاعة أيضاً أنباء عن جرح أربعة فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية خلال مشاركتهم في ظاهرة تجري قرب معبر إيرز شمالي قطاع غزة، بمناسبة ذكرى النكبة، مشيرة إلى أن آلاف الفلسطينيين يشاركون في مظاهرة أخرى تقام قرب معبر رفح بجنوب القطاع.
جلسة حكومية إسرائيلية
وقد سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينامين نتنياهو، إلى التعليق على الأوضاع في يوم النكبة، وذلك في افتتاح جلسة لحكومته الأحد، أعرب فيها عن "أسفه" لوجود من وصفهم بـ"عناصر متطرفة بين المواطنين العرب في إسرائيل والمناطق المجاورة لإسرائيل."
وقالت نتنياهو إن تلك العناصر: "تجعل من اليوم الذي تأسست فيه دولة إسرائيل والديمقراطية الإسرائيلية يوما لإثارة الغضب والكراهية."
وبحسب رئيس الحكومة الفلسطينية، فإن العرب في إسرائيلي هم "العرب الوحيدون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذين يتمتعون بمساواة كاملة في حقوقهم،" وأكد أن حكومته توظف مبالغ كبيرة للنهوض بالتجمعات السكنية العربية والبدوية.