صنعاء، اليمن (CNN) -- وصف الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، الوساطة الخليجية التي تهدف لإنهاء الأزمة في البلاد عبر ترتيب رحيله خلال 30 يوماً، بأنها "عملية انقلابية،" وقال إن رحيل النظام الذي يقوده سيؤدي إلى تقسيم البلد، واتهم الدول الكبرى بأنها تسعى لإيصال أنظمة ضعيفة إلى السلطة.
وقال صالح في الاحتفال بالعيد الوطني الـ21 للجمهورية اليمنية السبت، بحضور كبار الضباط في القوى المسلحة، إن اليمن "يمر بأزمة خانقة وهي ليست وليدة العهد الحالي أو الوقت الحاضر وإنما هي منذ عام 2006 ووصلت ذروتها خلال الأربعة الأشهر الماضية."
واعتبر أن هناك من يريد جر البلاد إلى "تدمير كل ما أنجزه طوال 32عاما، وهو مخطط قوى التخلف.. القوى الرجعية المتخلفة المتحجرة المنحرفة عن ثورة سبتمبر واكتوبر و22 مايو."
وتابع: "أولئك يريدون أن يصلوا إلى السلطة وقد تحدثنا معهم تعالوا عبر صناديق الاقتراع ولكنهم يعرفون حجمهم تماماً ولو كانوا شجعان لكانوا وافقوا على خوض الانتخابات ولم يتهربوا منها،" وفقاً لنص الخطاب الوارد على موقع صحيفة 26 سبتمبر الرسمية.
وحول المبادرة الخليجية قال صالح: "نحن رحبنا بالمبادرة الخليجية، وأكدنا بأننا سوف نتعامل معها بشكل إيجابي لمصلحة الوطن، ورغم أنها في حقيقة الأمر عملية انقلابية بحته، ولكننا قبلنا التعامل معها لأنها بدفع خارجي، وأجندة خارجية بدأت من تونس ومصر وسوريا والبحرين وعمان."
ووصف صالح قوى المعارضة العاملة تحت إطار "اللقاء المشترك" بأنها أحزاب "التآمر المشترك،" وأشار إلى أعداد القتلى الذين سقطوا من قوات الأمن في اعتصامات المعارضة وأضاف: "الأنظمة الخارجية أو الدول العظمى على وجه الخصوص تبحث عن أنظمة ضعيفة موالية لا تهش ولا تنش وتبحث عن الضعفاء وتريد أن توصلهم إلى كراسي السلطة في ظل التغيير والرأي والرأي الآخر في ظل الديمقراطية."
وحول مستقبل البلاد في حال رحيله عن السلطة قال صالح: "أهم شيء يهم أولئك هو رحيل رأس النظام.. في حين أنه إذا ما رحل النظام سيتقسم البلد إلى مشيخيات وسلطنات وأمامية ولا يهمهم ما ستؤول إليه البلاد، ولا يهمهم ماذا سيترتب على رحيل النظام وهم غير مدركين لمعنى رحيل النظام أنه رحيل للثورة والجمهورية والوحدة، وهذا ما يجب أن يعرفه القاصي والداني."
وكان صالح قد زاد الجمعة من الشكوك حول إمكانية أن يقوم بالتوقيع قريباً على المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه عن السلطة خلال 30 يوماً، إذ دعا لانتخابات رئاسية مبكرة، وطالب من وصفهم بـ"الأشقاء والأصدقاء" لإزالة نظاراتهم السوداء ووضع أخرى بيضاء كي يشاهدوا الحشود المؤيدة له.
وقال صالح، في الكلمة المقتضبة التي يلقيها أسبوعياً منذ أكثر من شهر أمام أنصاره في ميدان السبعين بصنعاء، بمواجهة تجمع المعارضة المطالبة برحيله في شارع الستين عقب صلاة الجمعة: "يا جماهير شعبنا اليمني العظيم.. جمعة مباركة.. ويهل علينا الأحد عيد الوحدة.. فمرحباً به، عيد الوحدة والحرية والديمقراطية."
وتوجه صالح نحو الحشود المؤيدة له بالقول: "أدعو الأشقاء والأصدقاء أن يلبسوا نظارات بيضاء لا سوداء، البيضاء لرؤية جماهير شعبنا التي تأتي لتقول نعم للشرعية ولا للفوضى والانقلابات وقطع الألسن، (وتقول) نعم للأمن والاستقرار والتنمية."
يشار إلى أن الجانبين كانا قد اقتربا أكثر من مرة في السابق من التوقيع على المبادرة الخليجية التي تهدف لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، إثر الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ ما يزيد على 100 يوم، والتي تطالب بتنحي الرئيس اليمني وأدت كذلك إلى مقتل العشرات من المتظاهرين السلميين، وإصابة المئات.