الدوحة، قطر (CNN)-- يأتي اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية على مستوى وزراء الخارجية، في العاصمة القطرية الدوحة مساء السبت، في وقت تتزايد فيه الشكوك حول مستقبل المسيرة السلمية، على ضوء ما ورد مؤخراً في خطابي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتبحث لجنة المتابعة العربية، في اجتماعها، الذي يحضره رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، سبل التحرك العربي في ضوء "المأزق" الراهن، الذي تمر به عملية السلام حالياً، إضافة إلى مستقبل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ودعم التوجهات لإعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.
وأكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في افتتاح الاجتماع الذي تستضيفه وتترأسه بلاده، على أهمية الاجتماع الوزاري، مشيراً إلى أنه يأتي "لمراجعة المواقف المرتبطة بالعملية السلمية، على ضوء التفويض الممنوح لهذه اللجنة."
وقال رئيس الوزراء القطري: "لقد استجبنا أكثر من مرة لطلبات الولايات المتحدة، كراع لعملية السلام، وباركنا للسلطة الوطنية الفلسطينية أكثرة من مرة، قرارها الدخول في مفاوضات مع إسرائيل"، في إشارة إلى قرارات سابقة للجنة المتابعة بدعم المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي.
إلا أنه تابع قائلاً: "ولكن التردد، والتراجع، والتخلي الأمريكي عن السعي لحمل إسرائيل على التجاوب مع المواقف والمبادرات، أغرى إسرائيل بالتنصل عنها تماماً، وهذا ما حصل في حديث نتنياهو أمام الكونغرس في واشنطن"، وأضاف بقوله: "وفي هذا يقوم الدليل على نوايا إسرائيل الرافضة للسلام."
واختتم الوزير القطري كلمته بالقول: "في مثل هذه الظروف، يبدو لي انه من الأفضل أن نجمد البحث في عملية السلام حالياً، إلى أن يكون هناك شريك جاهز للعملية"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي كان قد ذكر في خطاب له حول الأوضاع في الشرق الأوسط مؤخراً، أن "الدولة الفلسطينية المقبلة يجب أن تقام ضمن حدود عام 1967 مع مبادلة أراضي مع إسرائيل"، مطالباً إسرائيل بأن "تتحلى بالشجاعة لإحلال سلام دائم"، كما أقر بأن الشعب الفلسطيني يجب أن يتمتع بحق حكم نفسه.
إلا أن الرئيس الأمريكي أشار إلى اتفاق المصالحة بين فتح وحماس مؤخراً، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق يثير مخاوف عند الإسرائيليين، وقال: "التزامنا بإسرائيل راسخ، وجهود عزل إسرائيل بالأمم المتحدة لن تخلق دولة فلسطينية."
ورد رئيس الحكومة الإسرائيلية على ما طرحه الرئيس الأمريكي بتأكيده رفض العودة لحدود 1967، قائلاً: "أريد أن أؤكد لكم أن السلام يجب أن يضمن أمن إسرائيل، وبالتالي فإن إسرائيل لا يمكنها العودة إلى حدود عام 1967، التي لا يمكن الدفاع عنها."
وقال نتنياهو إن إسرائيل تريد تحقيق السلام مع الفلسطينيين، ولكنه يتعين على الجانب الفلسطيني الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، وخوض المفاوضات على هذا الأساس.
على صعيد آخر، أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية أن رئيس السلطة الوطنية محمود عباس، سيتوجه إلى مصر في وقت لاحق هذا الأسبوع، حيث سيعقد لقاء "قمة" مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير محمد حسين طنطاوي، الاثنين المقبل بالقاهرة.