القاهرة، مصر (CNN)-- شهدت القاهرة الأربعاء، حفل توقيع المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي بين حركتي حماس وفتح، بمشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وذلك بعد توقيع الجانبين على وثيقة المصالحة في العاصمة المصرية الثلاثاء.
وتتضمن وثيقة المصالحة تشكيل حكومة انتقالية تضم شخصيات مستقلة، وتشكيل لجنة انتخابية، بالإضافة إلى إطلاق سراح السجناء من كلا الحركتين.
وكانت مختلف الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية، في مقدمتها حركتي التحرير الوطني "فتح"، والمقاومة الإسلامية "حماس"، قد وقعت الثلاثاء، اتفاق المصالحة بين أكبر فصيلين فلسطينيين، في خطوة تمهد لإنهاء الانقسام في الشارع الفلسطيني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي في حركة حماس إنه "تم التوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية وورقة التفاهمات، وتم مناقشتها وإبداء الملاحظات عليها من الفصائل والمستقلين"، بحسب موقع "أخبار مصر."
من جانبه، أعلن رئيس كتلة فتح البرلمانية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، أن جميع الفصائل الفلسطينية وقعت على اتفاق المصالحة.
وأضاف الأحمد في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، قائلاً: "عُقد اجتماع عام في القاهرة اليوم (الثلاثاء) بمشاركة القوى والفصائل المشاركة في الحوار، والجميع وقع على الاتفاق الذي وقعت عليه حركتا فتح وحماس يوم السابع والعشرين من الشهر الماضي."
كما نقل المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من حماس التي تسيطر على قطاع غزة، عن مصادر "خاصة" قولها إن الفصائل الفلسطينية وقعت على اتفاق المصالحة لإنهاء الانقسام الداخلي، والذي تم التوصل إليه برعاية مصرية.
وقبل قليل من توقيع الاتفاق، أعلن مسؤول رفيع في الحكومة المصرية أن الاحتفال الرسمي بتوقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس سيجري الأربعاء، بحضور عباس، ومشعل.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المسؤول قوله إن القاهرة وجهت الدعوة إلى عدد من وزراء الخارجية العرب والأوروبيين، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، لحضور الاحتفال.
وأضاف أن ترتيبات الاحتفال "تسير على قدم وساق"، لإنهاء إجراءات التوقيع على "وثيقة الوفاق والمصالحة"، وقال إن "المناخ العام إيجابي للغاية، وتكتنفه أحاديث ومواقف وتصريحات إيجابية، تدعو إلى التفاؤل، والكل مجمع أن المرحلة القادمة تتطلب جهداً أكبر وإرادة سياسية حتى يصير الاتفاق واقع."
وتابع المصدر، وفق ما نقل موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، أن الفصائل الفلسطينية ستعقد اجتماعاً في وقت لاحق الثلاثاء، من أجل تسجيل ملاحظاتها على الوثيقة والتوقيع، بعد أن وقعت حركتا فتح وحماس عليها، من أجل إعلان الاتفاق الأربعاء.
ومن المقرر عقب توقيع الاتفاق، أن تبدأ المشاورات لتشكيل الحكومة، وتوجه لجنة عربية برئاسة مصرية إلى الأراضي الفلسطينية من أجل تنفيذ الاتفاق على الأرض، وإزالة أي عقبات أمام تنفيذ بنوده، خاصةً المتعلقة بالشق الأمني، ودمج المؤسسات في الضفة وغزة.
وتم الاتفاق أيضاً على أنه عقب التوقيع سيتم الإفراج عن جميع المعتقلين من حماس في سجون السلطة بالضفة الغربية، ومعتقلي فتح في سجون حماس بقطاع غزة، كما ستتم دعوة المجلس التشريعي لممارسة دوره في كل من الضفة الغربية وغزة.