عمان، الأردن (CNN) -- حذر الأمير الحسن بن طلال رئيس مجلس منتدى شرق آسيا وشمال أفريقيا الحكومات العربية من مغبة تجاهل مطالب الشعوب، قائلا إن الولايات المتحدة لم تعد اللاعب الرئيسي في تغيير المنطقة، بل أصبحت الشعوب عاملا آخر.
وأضاف الأمير الأردني إن "السنوات العشرة المقبلة، يجب أن تشهد تغيرا جذريا في سياسات المنطقة، في الوقت الذي أصبحت فيه الشعوب هي المغير الرئيسي في ظل الثورات الأخيرة وفي الوقت الذي لم تعد فيه الولايات المتحدة الأمريكية المغير الوحيد في المنطقة."
واعتبر الأمير الحسن، وهو عم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن "الحركة الأمريكية المناصرة لاسرائيل يجب ان لا تكون الاختيار لإعطاء شرعية للعالم العربي،" قائلا إنه "لابد من إنشاء مجتمع اقتصادي في المنطقة.. والحكومات ان لم تستجب فالنتائج ستكون كبيرة."
وكان الأمير الحسن يتحدث خلال افتتاح أعمال المنتدى الخامس لغرب آسيا وشمال إفريقيا WANA في العاصمة الأردنية عمان الاثنين، بحضور مئات المشاركين من الدول الأعضاء في المنتدى وشخصيات سياسية واقتصادية بارزة.
وقال إن "انعقاد أعمال المنتدى هذا العام ينطلق من المتغيرات التي بدأت تجتاح المنطقة منذ بداية شهر يناير/كانون ثاني 2011، بعد مرور نحو عشرة سنوات شهدت فيها المنطقة حربا على الإرهاب حولت تاريخ المنطقة."
وأضاف "لو أردنا وضع غيمة للمرجعيات خلال تلك السنوات لوجدنا أن الأصولية كانت بارزة .. والحرب بين الشرق والغرب تبقى مغلقة لأن الحرب على الإرهاب مستمرة وآلام الشعب الفلسطيني تبدو بلانهاية."
وأشار الحسن في كلمته الافتتاحية إلى أن غياب الحاكمية في المنطقة خلق فراغا من الآمال لدى شعوب المنطقة، وقال "إن ما حدث بفعل الفضاء الالكتروني أعطى أفضل أمثلة على قوة الشعوب وبما تفوق على سقوط جدار برلين.. الشعوب دفعت الثمن الغالي لاسترداد حقوقها."
واستحضر الأمير النموذج التركي في الإشارة إلى بعض التخوفات الغربية من تصاعد التيارات الإسلامية الراديكالية، متسائلا عن كيفية تحقيق الإصلاح من دون إتاحة الفرصة لتلك التيارات بالبروز من جهة ومن دون أن تفرط السلطات الحاكمة بمصالحها.
واعتبر الأمير، الذي أقصي عن ولاية عهد المملكة الأردنية عام 1999، أن حالة تطبيق النموذج التركي على دول المنطقة العربية ليست سهلة، في الوقت الذي يجري الحديث فيه عن النموذج التركي في الأوساط السياسية الأمريكية والأوروبية.