مقديشو، الصومال (CNN)-- سقط ما يزيد على 17 قتيلاً وأكثر من 46 جريحاً في أحدث موجة من المعارك العنيفة التي تعصف بالعاصمة الصومالية مقديشو، بين مسلحي حركة "الشباب المجاهدين" وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، وفق ما أعلنت مصادر طبية محلية الخميس.
وقال علي موسى، الناطق باسم هيئة الإسعاف في مقديشو، إن القتلى الذين سقطوا خلال معارك الخميس، جميعهم من المدنيين، مشيراً إلى أن معظم المعارك، التي تخللها قصف بقذائف المدفعية الثقيلة، وقعت بالقرب من سوق "بكارة"، وسط العاصمة الصومالية.
ووصف موسى، في تصريحات لـCNN، الوضع بأنه "أصبح بالغ السوء"، مشيراً إلى أن المعارك، التي تجددت في مقديشو قبل أسبوعين، امتدت إلى مناطق جديدة في شمال شرق المدينة، كانت تشهد في السابق بعض الهدوء النسبي، مقارنةً بمناطق وسط العاصمة.
وتسيطر حركة "الشباب المجاهدين"، التي يُعتقد أنها تضم المئات من "المقاتلين الأجانب"، قدموا من دول في جنوب آسيا، ومنطقة الخليج، ودول غربية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، على القسم الأكبر من وسط وجنوب الصومال، التي تطحنها حرب أهلية دامية منذ 1991.
وتنامت القدرات البشرية والمالية للحركة المسلحة، نظراً لارتباطها بتنظيم "القاعدة"، خاصةً بعدما دعا الزعيم السابق للتنظيم، أسامة بن لادن، "المسلمين في كل مكان، للانضمام للقتال إلى المجاهدين الصوماليين، وحتى إقامة إمارة إسلامية" في الصومال.
وبحسب الحكومة الانتقالية، يبلغ قوام الحركة حوالي سبعة آلاف مسلح، من بينهم ثلاثة آلاف مقاتل يتمتعون بمهارات عالية لخوض حرب عصابات، ولها جناح عسكري يدعى "جيش العسراء"، كما أن لها ذراع ديني يعرف باسم "جيش الحسبة."
وتبدي الولايات المتحدة قلقاً بالغاً إزاء نشاط الحركة في الصومال واليمن، عبر خليج عدن، كما تصنف واشنطن حركة "الشباب المجاهدين" ضمن قائمة "المنظمات الإرهابية."
وتعاني الصومال من عدم وجود حكومة مركزية قوية، منذ سقوط نظام محمد سياد بري عام 1991، وتعيش الدولة العربية في فوضى دائمة منذ ذلك الوقت.