القدس (CNN)-- حاول عشرات من الفلسطينيين المسافرين من قطاع غزة إلى مصر، اقتحام إحدى البوابات الحدودية على معبر رفح، بعدما قامت السلطات المصرية بإغلاق المعبر أمام الحافلات، دون إبلاغ الجانب الفلسطيني، وفق ما أكد مسؤولون في قطاع غزة لـCNN السبت.
ويُعد الحادث هو الأول من نوعه منذ قامت السلطات المصرية بإعادة فتح المعبر أمام الفلسطينيين القادمين والمغادرين إلى قطاع غزة، الأسبوع الماضي، في خطوة قوبلت بتحفظات من جانب مسؤولين بالحكومة الإسرائيلية، التي تفرض حصاراً مشدداً على القطاع الفلسطيني.
ونقل التلفزيون المصري عن مصدر مسؤول قوله إنه لم يتم إغلاق المعبر أمام عبور الفلسطينيين، في كلا الاتجاهين، مشيراً إلى أنه تم وقف عبور الحافلات بصورة مؤقتة، بسبب القيام ببعض الإصلاحات الجارية للبوابة الرئيسية من الجهة الشرقية المؤدية إلى قطاع غزة.
كما نفى مصدر مسئول بميناء رفح، صحة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن قيام أشخاص بتحطيم البوابة الرئيسية من جانب الفلسطينيين لمنعهم من العبور، وأكد المصدر أنه سيتم تشغيل الميناء فور الانتهاء من الإصلاحات الجارية في أقرب وقت ممكن، بحسب موقع التلفزيون المصري.
من جانبه، أكد المقدم سلامة بركة، مدير عام شرطة المعابر في قطاع غزة، أن إغلاق معبر رفح من قبل السلطات المصرية، "يعود لمشاكل فنية وإدارية، لا علاقة لها بالمستوى السياسي"، معتبراً أن أحد أوجه هذه الإشكاليات أنه لم يتم إبلاغ الجانب الفلسطيني بقرار الإغلاق.
وقال بركة، في مؤتمر صحفي السبت: "لم نكن نتمنى أن يتم الحديث عن الأمور الفنية والإدارية للمعبر عبر وسائل الإعلام، لكن ما تعرض له المواطن الفلسطيني بات على حق بأن يعلم ما يدور على المعبر"، وأضاف أن "ما حدث اليوم أن إدارة معبر رفح تفاجأت صباحاً بإغلاق المعبر من قبل السلطات المصرية، دون سابق إنذار."
وتابع أن "طواقم العمل في معبر رفح حضرت اليوم للعمل كالمعتاد، كما حضر المواطنون في مواعيد سفرهم، ليُفاجأ الجميع بعدم فتح البوابة المصرية مع بدء ساعات العمل المقررة"، ولفت إلى أن هذا الأمر أدى إلى تكدس المواطنين أمام البوابة المصرية، مما دفعهم بعد طول انتظار، إلى الاحتجاج والاعتصام أمام البوابة.
وأشار بركة إلى أن "حالة من الاحتقان والتوتر سادت المسافرين، مما دفعهم لاقتحام بوابة المعبر، مرددين شعارات الأخوة والوحدة بين مصر وفلسطين"، وأضاف: "بعد ذلك حضر أحد المسؤولين من الجانب المصري، وأبلغنا أنه سيتم فتح المعبر، بشرط دخول المسافرين فرداً فرداً على الأقدام، وهو ما رفضناه."
واستطرد مدير شرطة المعابر قائلاً: "نحن نعلم حسن النية لدى إخواننا المصريين، ولكن نحن أعلم بمصلحة المواطن الفلسطيني، وما يجب أن يكون حفاظاً على كرامته ومصلحته"، وفق ما نقل المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة.
كما استنكر بركة إغلاق المعبر من أجل أعمال الصيانة والإنشاء، دون إبلاغ مسبق للجانب المصري، مضيفاً: "نحن نتفهم وجود أعمال صيانة ومشاريع تطويرية للمعبر، لكن يجب أن يكون هناك تنسيق مسبق، ونحن لم نبلغ اليوم بأي شيء من هذا القبيل."
وكانت السلطات المصرية قد أعادت تشغيل معبر رفح البري من الجانبين بشكل دائم، السبت الماضي، ليبدأ العمل بالنقطة الحدودية الحيوية وفقا لآلية جديدة، وذلك في سياق جهود مصرية لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وإتمام المصالحة الوطنية، في خطوة تخفف معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي تحاصره إسرائيل منذ سنوات.
وبموجب قرار السلطات المصرية فإنه سيتم مد العمل بالمعبر اعتباراً من الساعة التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساءً، وبشكل يومي، ماعدا أيام الجمع والإجازات الرسمية للدولة.