بغداد، العراق (CNN) -- شدد وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، الاثنين، على أن العراق بحاجة إلى اتخاذ إجراءات صارمة بحق فصائل مسلحة تستهدف القوات الأمريكية المنتشرة هناك بأسلحة إيرانية، في تصريح تلاه هجوم صاروخي على "المنطقة الخضراء"، وتزامن مع تلويح الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، بإعادة تفعيل إحدى الفصائل المسلحة التابعة له إن لم تنسحب القوات الأمريكية في الموعد المحدد بنهاية العام الحالي.
وقال بانيتا في كلمة أمام الجنود الأمريكيين بالعراق، في أول زيارة منذ توليه المنصب: "نحن قلقون للغاية بشأن إيران والأسلحة التي تزودها للمتشددين هناك.. والواقع أننا شهدنا نتيجة ذلك.. ففي يونيو فقدنا الكثير من الأمريكيين."
وتابع: "لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي والسماح باستمرار حدوث ذلك"، مضيفاً أن واشنطن ستدفع العراق لملاحقة المليشيات الشيعية المسلحة.
وبعيد ساعات من كلمة وزير الدفاع الأمريكي، استقرت ثلاثة صواريخ في "المنطقة الخضراء" منيعة التحصينات، قال مسؤولون إنها لم تسفر عن سقوط ضحايا.
وتأتي تصريحات بانيتا بعد ترجيح الصدر، إعادة تفعيل "لواء اليوم الموعود" - إحدى الفصائل المسلحة التابعة له، في حال عدم انسحاب القوات الأمريكية، في موعدها المحدد بنهاية العام الحالي، مبقياً التجميد على "جيش المهدي" القائم منذ عام 2008.
وقال زعيم التيار الصدري، في بيان، إنه قرر عدم إعادة جيش المهدي التابع له إلى العمل، جراء زيادة المفاسد بين صفوف القوة، التي تعتبر الجناح المسلح للتيار ولديه كتلة برلمانية مؤلفة من 39 عضواً، وسبق وأن خاضت معارك ضارية ضد القوات الأميركية.
ورجح الصدر إعادة تفعيل إحدى وحداته قائلاً: "أجعل العمل العسكري منحصرا بـ (لواء اليوم الموعود) فقط في حال عدم انسحاب "الاحتلال" من ارض العراق، مؤكداً بأن ""تجميد جيش المهدي سيبقى سارياً حتى في حال عدم انسحاب القوات الأمريكية المتبقية، وقوامها 47 ألف جندي.
إلا أن الجيش الأمريكي أكد، الاثنين، بأن "لواء اليوم الموعود" أعيد تنشيطه بالفعل وتبنى مسؤولية العديد من الهجمات، وقال الناطق باسمه، العقيد باري جونسون: "إنها أكثر من مجرد تهديد، إنهم بالفعل مسؤولون بالمساهمة في العنف الجاري في البلاد."
كان الصدر قد هدد في إبريل/نيسان بإعادة تفعيل جيش المهدي إذا لم تنسحب القوات الأميركية في الموعد المحدد، وذلك بعد أن كان جمد أنشطة هذه الميليشيا المسلحة في أغسطس/آب 2008 اثر مواجهات دامية مع قوات الأمن العراقية.
وبأواخر يونيو/حزيران الفائت، قال الناطق باسم الجيش الأمريكي، العقيد باري جونسون إن تصريحات الصدر في الآونة الأخيرة تشير إلى انه يفضل العنف على المشاركة في عملية ديمقراطية سلمية.
وتابع "إنه ذات الموقف الذي سبب الكثير من العنف للشعب العراقي في الماضي."
ومؤخراً، وجه الصدر، "رسالة شكر" إلى أتباعه ، بعدما لوحوا بشن هجمات عسكرية ضد القوات الأمريكية.
والأسبوع الماضي، تحدث مسؤولون أمريكيون عن وجود أدلة قوية على استخدام المليشيات الشيعية في العراق لأسلحة إيرانية، لمهاجمة القوات الأمريكية هناك، في تصريح تزامن مع بدء قوات الأمن العراقية حملة ضد تلك الجماعات بالقرب من الحدود الإيرانية.
وصرح أحد المسؤولين لـCNN، بأن مواد عثر عليها في أعقاب الهجمات الأخيرة ضد القوات الأمريكية "إيرانية المصدر"، وهو ما يؤكد مزاعم الجيش الأمريكي بأن تلك الفصائل المسلحة مدعومة من قبل إيران، وهو ما نفته طهران مراراً.
ودفع تصاعد الهجمات ضد القوات الأمريكية بشهر يونيو/ حزيران الماضي ليصبح أكثر الشهور دموية في العراق منذ عام 2008، حيث قتل 14 جندياً، وفق حصيلة خاصة بـCNN.
وعلى الصعيد السياسي، أعلن الرئيس العراقي، جلال طالباني، السبت، أن القيادات السياسية في البلاد ستقرر خلال الأسبوعين المقبلين مصير القوات الأمريكية في العراق، وما إذا كانت ستطلب من واشنطن تمديد وجودها العسكري إلى فترة ما بعد موعد الانسحاب المقرر نهاية العام الجاري.
وقال طالباني، في كلمة نقلها التلفزيون العراقي الأحد، إن السياسيين المحليين "سيستشيرون الأصدقاء والحلفاء والشركاء، تمهيداً للخروج بنتيجة نهائية" حول هذا الملف.
ومن المقرر أن تنسحب القوات الأمريكية من العراق نهاية 2011، بموجب اتفاقية أمنية موقعة بين بغداد وواشنطن، ولكن الطرفين يدرسان إمكانية إبقاء بعض القوات لفترة إضافية.
ولدى الولايات المتحدة في العراق اليوم أكثر من 46 ألف جندي، علماً أنها كانت قد نشرت في ذروة العمليات العسكرية في ذلك البلد عام 2007 ما يفوق 170 ألف جندي.