دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قدمت وزارة الخارجية العراقية احتجاجاً رسمياً لدى أنقرة، انتقدت فيه غاراتها على مواقع في مناطقها الشمالية التي تقول تركيا إنها تشكل ملجأ لحزب العمال الكردستاني، الأمر الذي ردت عليه الخارجية التركية بتأكيد عزمها مواصلة توجيه الضربات "لحماية مواطنيها."
وكانت بغداد قد أعلنت أن وكيل وزارة الخارجية، محمد جواد الدوركي، استدعى السفير التركي مراد أوزجليك ، وابلغه احتجاج الحكومة العراقية على "انتهاك سيادة العراق وقصف المناطق الحدودية واستهداف المدنيين الأبرياء،" وفق الموقع الرسمي للوزارة.
وقال بيان حول اللقاء إن الدوركي طالب الجانب التركي بـ"الإيقاف الفوري لهذه العمليات،" وجرى تسليم السفير مذكرة احتجاج بهذا الشأن .
من جانبه، رد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أن بلاده "لن تتردد في إجراء عمليات عسكرية" ضد معسكرات جبال قنديل الكائنة في شمال العراق، التي تقول أنقرة إن منظمة حزب العمال الكردستاني جعلت منها معقلاً لها وقاعدة للهجوم على تركيا.
وفي مقابلة مع قناة "NTV" التركية، قال داوود أوغلو: "تركيا لن تبقى صامتة إذا تحولت أراضي أي دولة إلى نقطة انطلاق للإرهابيين، وهي لن تمتنع ـ إذا تطلب الأمر - عن تنفيذ كافة العمليات واتخاذ جميع التدابير لحماية مواطنيها."
ورأى الوزير التركي أن من حق أنقرة التدخل بعمليات عسكرية في جبال قنديل طالما امتنعت الحكومة المركزية في بغداد، أو الإدارة المحلية في شمال العراق (إقليم كردستان) عن مواجهة العناصر المسلحة.
وكانت الطائرات التركية قد نفذت خلال الأيام الماضية سلسلة من الغارات المتواصلة ضد مراكز مفترضة لتنظيم حزب العمال الكردستاني، رداً على عملياته الأخيرة التي أدت إلى مقتل عدد من الجنود الأتراك.
وقال الجيش التركي إن مائة مسلح قتلوا جراء الضربات، بينما نقلت وكالة "فيرات" الإخبارية المقربة من حزب العمال عن قائد ميداني قوله إن الحزب كان "يتوقع الغارات وقام باتخاذ إجراءات احترازية."
ونسبت الوكالة إلى القيادي قوله: "هذه الغارات تحصل كل سنة، ونحن حركة تقاتل منذ 30 سنة، ولذلك لم يكن للضربات أي تأثير."
وكان ثمانية جنود أتراك قد لقوا مصرعهم قبل أسبوعين، في كمين على الطريق السريع في منطقة مضطربة جنوب شرقي تركيا، بعد هجوم للمتمردين الأكراد على قافلة عسكرية، عبر سلسلة من أربع عبوات ناسفة وضعت على الطريق السريع، والتي أسفرت أيضا عن إصابة نحو 11 جنديا آخرين.
وكان حزب العمال الكردستاني أعلن في وقت سابق مسؤوليته عن سلسلة من الهجمات القاتلة على مدى الشهر الماضي، بما في ذلك كمين بالقرب من محافظة سيرناك، والذي قتل فيه ثلاثة جنود على الأقل الأسبوع الماضي.
وفي بيان أرسل بالبريد الإلكتروني إلى شبكة CNN أعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن تخريب خط أنابيب الغاز الطبيعي بين تركيا وإيران.