القاهرة، مصر (CNN)-- أعلنت أسرة السفير المصري الأسبق لدى إسرائيل، محمد بسيوني، وفاته الأحد، عن عمر يناهز 74 عاماً، بعد حياة حافلة بالعطاء على الصعيدين العسكري والدبلوماسي، حتى اللحظات الأخيرة من حياته، والتي قضى أكثر من 20 عاماً منها في دولة لم تجمعها يوماً "علاقة ود" مع مصر.
وأكد الدكتور حاتم محمد بسيوني، نجل أبرز سفراء مصر الذين عملوا لدى الدولة العبرية، أن والده وافته المنية صباح الأحد بمنزله، بينما كان يطالع الصحف كعادته كل صباح، مشيراً إلى أنه كان يعاني من السكر والضغط، وسبق أن خضع لجراحة دقيقة في "الشريان التاجي."
إلا أن الحالة الصحية العامة للسفير بسيوني كانت "مستقرة"، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، مشيراً إلى أنه "ظل يؤدي عمله بحيوية ونشاط حتى اللحظة الأخيرة"، وكان قد اعتبر، في آخر تصريح له، أن "تهديدات إسرائيل بدخول سيناء انتحار سياسي وعسكري."
بدأ السفير محمد بسيوني حياته بالعمل في صفوف القوات المسلحة، شارك خلالها في أربعة حروب ضد إسرائيل، وبعد التوقيع على معاهدة "كامب ديفيد" في عام 1979 بين مصر وإسرائيل، وتبادل السفراء، عُين بسيوني نائبا لسفير مصر في تل أبيب.
وبعد أن سحبت مصر السفير سعد مرتضى في عام 1982، احتجاجاً على اندلاع حرب لبنان، تم تعيين بسيوني لإدارة السفارة المصرية في تل أبيب حتى عام 1986، إلى أن تم تعيينه رسمياً سفيراً لمصر لدى إسرائيل.
وشغل بسيوني المنصب حتى عام 2000، حتى تم استدعائه إلى القاهرة، احتجاجاً على ممارسات إسرائيل "الوحشية" ضد الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وبعد عودته إلى مصر، تم تعيينه نائبا لرئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى.
كما عمل الفقيد كمنسق عمليات بين القوات المصرية والسورية خلال حرب أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، وعمل في القيادة المشتركة والمخابرات الحربية، ثم في "مكتب مقاطعة إسرائيل" بالجامعة العربية "، كما عمل ضمن بعثة مصر الدبلوماسية في إيران.
وتنوعت خبرات عمل الفقيد ما بين العسكري والسياسي والدبلوماسي، وظل حتى اللحظة الأخيرة عضواً نشطاً في كل من "المجلس المصري للشئون الخارجية"، واللجنة المصرية التابعة لـ"منظمة تضامن الشعوب الأفريقية - الآسيوية"، كما كان مساهماً نشطاً في مختلف الحوارات التي تمت منذ ثورة 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، فيما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية، والشأن الإسرائيلي بشكل خاص.
وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط، بحسب الموقع نفسه، بأن جنازة الفقيد ستشيع بعد صلاة عصر الأحد، من مسجد "آل رشدان" في مدينة نصر، على أن يُقام العزاء مساء الاثنين في نفس المسجد، التابع للقوات المسلحة.