نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- وسط تحركات دولية متسارعة لتحاشي مواجهة في الأمم المتحدة على ضوء تقدم الفلسطينيين بطلب العضوية الكاملة في المنظمة الأممية، قال مسؤول أمريكي بارز لـCNN، ليل الثلاثاء، إن الرئيس، باراك أوباما، سيلتقي برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء.
ويأتي اللقاء متزامناً مع تأكيد عباس بأنه لا تراجع عن تقديم طلب الحصول على الاعتراف بدولة فلسطين لمجلس الأمن الدولي.
وكشف مسؤولون بارزون من الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، بجانب أوروبيون وأمريكيون للشبكة، بأن هناك العديد من الأفكار المطروحة تتمحور حول رفع عباس طلب إقامة دولة فلسطين إلى مجلس الأمن الدولي، لكن، دون فرض تصويت المجلس عليه.
وسيقرن الطلب الفلسطيني ببيان من اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط يحدد شروطاً مرجعية لإعادة إطلاق محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والفلسطينيين. ويتألف رباعي الوساطة: من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا.
وفي هذا الصدد، التقت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بنظيرها الروسي، سيرغي لافروف، مساء الاثنين، في محاولة لحشد الدعم الروسي للخطة.
وتبذل اللجنة الرباعية جهوداً ماراثونية لتفادي المواجهة في الأمم المتحدة، وعقدت سلسلة اجتماعات لصياغة مسودة البيان، ويشمل العناصر الأساسية منها إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967، الاعتراف بدولتين لشعبين - الفلسطيني واليهودي، وإطار زمني للتوصل لاتفاق سلام، بحسب دبلوماسيين.
وقال مسؤولون إن الحزمة كاملة تمكن عباس من ادعاء النصر بالذهاب إلى مجلس الأمن وتجنبه، في الوقت عينه، الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة، التي لوحت بحق الفيتو (النقض) ضد الطلب الفلسطيني.
وأوضح دبلوماسي أوروبي بارز: "مجرد تقديمه رسالة إلى المجلس لا يعني بالضرورة التصويت.. الإشارة التي فهمناها من الفلسطينيين هي أنهم يريدون، بالتأكيد، إيجاد حل دبلوماسي."
ومن جانبه أكد مسؤول فلسطيني رفيع بأنه يجري النظر بجدية في الخطة، باعتبارها خيار من شأنه أن يسمح لعباس الوفاء بوعده في تقديم طلب الدولة إلى مجلس الأمن، بل سوف تساعد كذلك في دفع جهود استئناف المفاوضات.
وعقب مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية بقوله: "في الواقع هي فكرة جيدة.. لأنها تخلق حاجة ملحة لبدء المفاوضات."
وبدوره رحب مسؤول إسرائيلي بارز بالمسعى قائلاً: "من جانبا أعتقد أننا سنقبل به" لافتاً إلى تقديم عباس للطلب دون التصويت عليه سيتيح للأطراف فسحة من الوقت لبدء المفاوضات."
وأضاف بأن الطلب قد يكسب عباس المزيد من الثقة للالتقاء بالجانب الإسرائيلي على طاولة المفاوضات، دون شروط، لأن رسالته في مجلس الأمن معلقة في رأس الدولة العبرية، على حد تعبيره."
والاثنين، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، مارتن نيزركي، إن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، أكد بأنه لن يتراجع عن تقديم طلب الحصول على الاعتراف بدولة فلسطين لمجلس الأمن الدولي.
وقال نيزركي إن عباس، الذي يعتزم تقديم الطلب الجمعة، قال للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنه مازال يخطط للمضي قدماً بالإجراء المثير للجدل.
وكان عباس قد اجتمع مع كي مون وأبلغه عزمه القيام بواجبه بموجب ميثاق الأمم المتحدة، مشدداً على التزامه بالتوصل لحل تفاوضي.
وبحث عباس مع الأمين العام للأمم المتحدة "آخر التطورات في المنطقة، واستحقاق أيلول/ سبتمبر، عشية انعقاد أعمال الدورة الـ66 للجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر اليوم، الأربعاء.