لندن، إنجلترا (CNN)-- تسببت الهجمات الانتحارية في مقتل أكثر من 12 ألف مدني عراقي، ونحو 200 من جنود التحالف الدولي، فضلاً عن إصابة ما يزيد عن 30 ألف مدني آخرين، خلال سبعة أعوام تلت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وفق دراسة نشرتها دورية "لانسيت" الطبية.
وبحسب البيانات التي اعتمدتها المجلة البريطانية في الدراسة، فإن الهجمات الانتحارية أسفرت عن مقتل 12 ألف و284 مدنياً، من أصل 108 آلاف و624 قتيلاً مدنياً، أي ما يعادل 11 في المائة من حصيلة القتلى، في الفترة من 20 مارس/ آذار 2003، وحتى 31 ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي.
كما أوقعت الهجمات الانتحارية ذاتها، ما يزيد على 30 ألف و644 جريحاً، ويمثل الرقم ما نسبته 26 في المائة من إجمالي الجرحى خلال ذات الفترة.
وفي الفترة نفسها، أدت هذه الهجمات إلى مقتل 200 جندي من الائتلاف الدولي بينهم 175 أمريكياً.
وجاء في تقرير "لانسيت"، الذي نشر السبت: "الانتحاريون في العراق استخدموا الهجمات الانتحارية كإستراتيجية فعالة من حيث التكلفة ودقة الإصابة، وكسلاح فتاك واسع الدمار."
وتابع: "النتائج التي توصلنا إليها عن أعداد الضحايا الموثقة لا تمثل مجموع الوفيات أو الإصابات، لأنه لم يجر الإبلاغ عن كل وفاة أو إصابة، أو مرتبطة بالتفجيرات الانتحارية كسبب."
وقامت الدراسة بتحليل ومقارنة أرقام ضحايا الهجمات الانتحارية باستخدام بيانات مجمعة بواسطة لجنة "إحصاء الجثث العراقية"، وهي قاعدة بيانات عامة مستقلة لإحصاء القتلى بالعراق، استناداً على أرقام المستشفيات والمنظمات غير الحكومية والأرقام الرسمية والتقارير الإعلامية.
ويشار إلى أن الحصول على أرقام دقيقة للخسائر البشرية في حرب العراق، أمر صعب في أفضل الأحوال، فلقد انهارت المؤسسات الحكومية المعنية بتوثيق القتلى مع سقوط نظام الرئيس الراحل، صدام حسين، إبان الغزو الأمريكي.
وتعرضت عمليات "إحصاء الجثث العراقية" لانتقادات شديدة لما زعم عن مبالغة في تقدير عدد القتلى، أو تقديم أرقام تقل عن الواقع، ورغم ذلك تظل بياناتها الأكثر مصداقية فيما يتعلق وتعداد الضحايا.
كما تعرضت الدورية الطبية البريطانية بدورها لانتقادات إثر نشرها دراسة في عام 2006 قدرت فيه عدد القتلى إبان الحرب بـ600 ألف مدني.
يُذكر أن الجيش الأمريكي كان قد أعلن أغسطس/ آب الفائت، كأول شهر لم يشهد سقوط قتلى من بين جنوده منذ الغزو عام 2003.
وفيما حدد الجيش الأمريكي الشهر الماضي كأفضل الشهور لقواته منذ الغزو، إلا أنه كان واحداً من الشهور الأكثر دموية للعراقيين، فقد خلفت سلسلة هجمات في 15 من الشهر 84 قتيلاً و200 جريحاً.
وبعد ذلك بأسبوعين قضى 28 شخصاً، على الأقل، بهجوم انتحاري استهدف مسجداً للسنة غربي بغداد.