موسكو، روسيا (CNN)-- فشلت مركبة فضائية روسية في الدخول إلى مسارها المحدد لاستكمال طريقها إلى قمر كوكب المريخ "فوبوس"، بعد قليل من انفصالها عن الصاروخ الحامل، الذي انطلق من قاعدة "بايكونور" الفضائية الروسية، في وقت مبكر من صباح الأربعاء.
وبينما ذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء أن فريقاً من الخبراء يواصلون جهودهم لإعادة المركبة "فوبوس غرونت" إلى المسار المحدد لها، قال مدير وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس"، فلاديمير بوبوفكين: "لقد كانت ليلة صعبة لنا لأننا لم نتمكن من التحكم بالمركبة."
وبعدما انفصلت المركبة عن الصاروخ من طراز "زينيت -2 إس بي"، تعرضت لعطل مفاجئ أدى إلى انحرافها عن مسارها، وقال بوبوفكين إن المركبة بقيت على مدار المناورة، ولم تخرج إلى المسار نحو المريخ.
وأعرب المسؤول الروسي عن أمله في استعادة السيطرة على المركبة، "إذا كان سبب فقدان التحكم عائداً إلى خلل في برنامجها"، مشيراً إلى أن الخبراء أمامهم ثلاثة أيام فقط لمحاولة إعادة برمجة أجهزة الكمبيوتر فيها، لأن البطاريات المزودة بالطاقة على متنها سوف تنفد خلال هذه الفترة.
ونقلت نوفوستي عن مصدر في قاعدة "بايكونور" قوله إن احتمالات إصلاح الخلل "محدودة"، موضحاً أنه "إذا كان العطل في البرمجة يمكن إصلاحه، ولكن إذا أصاب المركبة عطل فني داخل أجهزتها، فهذا أمر لا يمكن التعامل معه من قبل الخبراء المتواجدين على الأرض"، مما يعني أن المشروع ربما يكون فشل قبل بدئه عملياً.
وتهدف مهمة المركبة، والتي تقول موسكو إنها عبارة عن "محطة كونية أوتوماتيكية"، وتكلف بناؤها نحو 163 مليون دولار، إلى إجراء أبحاث عن القمر "فوبوس"، وجلب عينات من تربته إلى الأرض، بنهاية مهمتها في أغسطس/ آب 2014.
وإذا ما فشل الخبراء في إعادة المركبة إلى مسارها، فإن ذلك يعني ضربة جديدة للبرنامج الفضائي الروسي الذي تعرض لسلسلة إخفاقات مؤخراً.
ففي 24 أغسطس/ آب الماضي، تحطمت شاحنة فضائية من نوع "بروغرس"، فوق منطقة "سيبيريا"، بعدما فشلت في الانفصال عن الصاروخ الذي يحملها، بينما كانت تحمل شحنة إمدادات إلى المحطة الفضائية الدولية.
وكانت تلك أول خسارة لمركبة من هذا النوع منذ أكثر من 30 عاماً، بحسب تقرير أوردته وكالة الأنباء الروسية، أشار إلى أن سبب الحادث أرجعه الخبراء إلى خلل في محرك الصاروخ.