دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- جاءت ذكرى انفجار مفاعل "تشرنوبيل" في أوكرانيا، قبل 25 عاماً، فيما يُعد أسوأ كارثة نووية في التاريخ، هذا العام، وسط مخاوف متزايدة من تداعيات سلسلة انفجارات مماثلة بمحطة "فوكوشيما" للطاقة النووية، في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان في 11 مارس/ آذار الماضي.
وقد أحيت أوكرانيا الثلاثاء، ذكرى مرور ربع قرن على الكارثة التي خلفت آلاف الضحايا، حيث قام الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش، بزيارة إلى موقع مفاعل "تشرنوبيل"، يرافقه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس روسيا الاتحادية للموقع، منذ تفكك الاتحاد السوفيتي.
واستغل الرئيسان زيارتهما لموقع "تشرنوبيل"، لتجديد تأكيدهما على ضرورة رفع معايير الأمان في مختلف محطات الطاقة والمفاعلات النووية بمختلف أنحاء العالم، خاصةً بعد المخاوف الناجمة عن الانفجارات التي شهدتها محطة "فوكوشيما" اليابانية، نتيجة زلزال الشهر الماضي، الذي تسبب أيضاً بحدوث أمواج "تسونامي" عاتية.
وخلال زيارته لموقع تشرنوبيل، قال الرئيس الأوكراني: "نحن أمام تاريخ مأساوي"، وتابع قائلاً: "لقد مر 25 عاماً الآن، ولعلنا قد أدركنا أن الحوادث النووية تنجم عنها تداعيات مأساوية على السكان.. لقد أدرك العالم أن مثل هذه الكوارث لا يمكن أن تقوم دولة ما بمفردها بمواجهتها."
أما الرئيس الروسي فقد دعا إلى وضع ضوابط دولية جديدة لزيادة معايير الأمان النووي لتجنب حدوث مثل هذه الكوارث مستقبلاً، مشيراً إلى أن بلاده ستتقدم بمبادرة لرفع مستوى الأمان في محطات الطاقة النووية، خلال اجتماع قادة دول مجموعة الثماني في مايو/ أيار المقبل.
ورغم مرور 25 عاماً على كارثة انفجار المفاعل رقم 4 بمحطة "تشرنوبيل"، نتيجة حريق اندلع به أثناء تجربة لإجراءات السلامة في 26 أبريل/ نيسان عام 1986، إلا أن مراسل CNN ماثيو تشانس، أفاد بأن هناك مخاوف ما زالت قائمة، بسبب التسرب الإشعاعي في ذات المكان.
وقد تسبب الانفجار في انبعاث إشعاعات نووية قوية، أدت إلى وفاة ما بين 15 و30 ألف شخص، فيما تقدر الأمم المتحدة عدد الأشخاص الذين ما زالوا يعيشون في المناطق الملوثة بالإشعاع، بحوالي ستة ملايين شخص.
ويثير الاحتفال بالذكرى 25 لانفجار تشرنوبيل موجة من التساؤلات حول الأخطار التي ما زالت تشكلها بقايا المفاعل، خاصة بعدما أبدى مسؤولون أوكرانيون قلقهم من بعض التصدعات التي لوحظت في "التابوت الحجري"، الذي أنشئ على عجل في أعقاب الانفجار.
وكانت السلطات الروسية قد شيدت بسرعة، ما يطلق عليه "تابوتاً حجرياً" من نحو 700 ألف طن من الحديد، و400 ألف طن من الأسمنت، لدفن ما يقرب من 200 طن من الوقود المشعل والمواد الملوثة بالإشعاع، مثل الرمل والأسمنت، التي انطلقت خلال الانفجار.
ويتهم البعض السلطات الأوكرانية بعدم القيام بما ينبغي لحماية السكان من الأخطار التي تتهددهم بسبب المفاعل، مشيرين إلى أن المياه المتجمعة تحت المفاعل هي أيضاً مشعة بشكل كبير، وخطورة الأمر تكمن في إمكانية أن تتسرب إلى المياه الجوفية في المنطقة.
ويقع المفاعل المنكوب في قرية تشرنوبيل Chernobyl، الواقعة على بعد نحو 130 كيلومتراً شمال مدينة كييف، عاصمة جمهورية أوكرانيا، إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً.