المريخ وزحل على قائمة الكواكب المستهدفة بالأبحاث

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن انتهاء المرحلة الأولى من المسابقة الدورية لاختيار مهمات فضائية جديدة، وذلك بانتقاء ثلاثة برامج من أصل 28 جرى تقديمها من قبل العلماء، و تتعلق بدراسة مجموعة من المذنبات والكويكبات والكواكب البعيدة عن الأرض.

وتأهلت ثلاثة مشاريع هي محطة مراقبة لكوكب المريخ، يمكنها أن تحط على سطح الكوكب الأحمر وتستخدم مجسات متقدمة لدراسة تربته، إلى جانب مرقاب نقال متقدم يحمل اسم "ويرتانين 46P" ، يمكنه التحليق في زوايا مختلفة من المذنب "هوبر" لدراسة التأثيرات المختلفة لأشعة الشمس عليه باعتباره جسماً سريع التحرك.

أما المقترح الثالث، فيتعلق بجهاز متقدم يتم قذفه إلى المسطحات السائلة التي تحتوي على الهيدروكربون السائل في قمر تيتان التابع لكوكب زحل لدراسته، ليكون بذلك أول مركب يطفو في سائل خارج كوكب الأرض.

ولكل مقترح ما يميزه عن سواه من عوامل الجذب، ويقول الفريق الذي أعد مشروع قمر زحل أن تيتان يشهد حالياً بعض الظروف التي تتطابق مع الظروف التي عاشها كوكب الأرض قبل ملايين السنين، وقد يكون في المسطحات الهيدروكربونية السائلة الموجودة عليه بعض المظاهر الأولية لحياة مجهرية.

أما مشروع محطة مراقبة المريخ فقد قال المروجون لها إن بوسعها النزول في مناطق يعتقد أنها كانت غنية بالمياه لدراستها، كما يمكننها تحليل قشرة المريخ وطبقات الأرض فيه، نظراً لأن العلماء يجهلون حتى الساعة ما إذا كانت نواة الكوكب مكونة من سوائل أم لا.

وبالنسبة لمشروع دراسة المذنب "هوبر" فتمكن أهميته في أن المذنبات، وبخلاف الكواكب والأقمار العادية، لم تطرأ عليها عوامل تبدل مكوناتها منذ ظهور النظام الشمسي، وستتيح دراستها بالتالي معرفة المواد الأساسية التي نشأ منها النظام الشمسي بأكمله في أيامه الأولى.

وستقدم ناسا حالياً ثلاثة ملايين دولار لكل اقتراح من أجل أن يقوم العلماء الذين أعدوه بإجراء دراسات معمقة حوله لشرح كافة جوانبه التطبيقية، على أن تقدم الاقتراحات بصورتها النهائية بعد تسعة أشهر لتنظر فيها لجان مختلفة من العلماء والمهندسين الذين سيحددون المشروع الفائز ويرصدون له ميزانية تعادل 425 مليون دولار لتنفيذه.

يشار إلى أن مئات الآلاف من متتبعي أخبار "ناسا" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" باشروا التصويت لصالح المشروع الأفضل من وجهة نظرهم، ولكن أصواتهم لن تؤخذ بعين الاعتبار عند إعلان المشروع الفائز، نظراً لأن الاختيار يتم على أساس علمي.