طوكيو، اليابان (CNN)-- وجدت دراسة يابانية أنه إلى جانب مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية التي قد يسببها مرض السكري، فإن الداء يزيد بشكل دراماتيكي من خطر إصابة مرضاه، وفي وقت لاحق من العمر، بالزهايمر أو أشكال أخرى من أمراض الخرف، التي تتفاقم مع التقدم بالسن.
وفي الدراسة التي شملت، أكثر من ألف شخص من الجنسين تجاوزوا العقد السادس من العمر، وأوردها موقع "هيلث.كوم"، اكتشف الباحثون أن مرضى السكري، أكثر عرضة، وبواقع الضعف، للإصابة بالزهايمر خلال فترة زمنية مدتها 15 عاماً، كما يتهددهم، وبنسبة 1.7 في المائة، خطر الإصابة خرف الشيخوخة أو العته dementia.
وعقبت ريشيل ويتمر، أخصائية علم الأوبئة بمنظمة "كايز بريمانتي بكارولاينا الشمالية، على نتائج الدراسة التي لم تشارك فيها: "من المهم للصحة العامة الإدراك بأن السكري عامل خطر رئيسي لكل أنواع العته.ط
إلا أنها لفتت إلى أسئلة عدة تظل عالقة بشأن الرابط بين السكري والعته، مضيفة أن الدراسة قدمت "أدلة جيدة بأن مرض السكري مهددون أكثر بخطر الإصابة بالخرف.. لكننا بحاجة للنظر في دراسات أخرى لتحديد السبب."
وقد يساهم مرض السكري في الإصابة بالخرف بعدة طرق، يعمل الباحثون على تحديدها، فمقاومة الأنسولين insulin resistance، التي قد ينتج عنها ارتفاع مستوى السكر في الدم، وقد تسبب أحياناً السكري من الفئة الثانية، قد تتداخل مع قدرة الجسم على تكسير بروتين (اميلويد) ويؤدي ترسبه في الدماغ إلى تدمير الخلايا العصبية المرتبطة بالزهايمر، كما أن ارتفاع الغلوكوز بالدم ينتج نوعاً من الأكسجين يحوي جزئيات قد تدمر الخلايا، وهي العملية المعروفة بـ"الإجهاد المؤكسد."
بالإضافة لذلك يلعب ارتفاع السكر بالدم بجانب مستويات الكولسترول دوراً رئيسياً في تصلب وضيق الشرايين في المخ، وهي الحالة المعروفة بتصلب الشرايين المسببة للخرف الوعائي، الذي يحدث عندما يؤدي الانسداد لقتل أنسجة المخ.
وقد اقترحت دراسات سابقة، يعود تاريخها إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي، أن المصابين بداء السكري هم أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر والأنواع الأخرى من الخرف، لكن تلك الأبحاث شابها الكثير من التضارب .
والعام الماضي، جزمت دراسة يابانية بوجود رابط بين السكري من النوع الثاني، وهو الذي لا يظهر بالولادة، وبين مرض الزهايمر وخرف الشيخوخة وعدد آخر من المشاكل الذهنية.
واعتمدت الدراسة اليابانية على تشريح أدمغة 135 شخصاً من قرية واحدة، ماتوا خلال الفترة ما بين 1998 و2003، وذلك لفحص مستويات البروتين لديهم ومقارنتها ببياناتهم الطبية.
وأقرت الدراسة بأنها لم تتوصل إلى فهم كامل لأسباب الترابط بين السكري والزهايمر، فطرحت مجموعة احتمالات، بينها وجود عوامل جينية، أو أن ارتفاع الأنسولين في الدم يؤدي إلى تعطيل عمل الأنزيمات التي تنتج البروتين في الدماغ.