الجزائر (CNN) -- انتقد وزير الشباب والرياضة الجزائري، الهاشمي جيار، السياسة التي ينتهجها رئيس اتحاد الكرة محمد روراوة واعتماده على اللاعبين المحترفين في صفوف المنتخب الأول والتقليل في مقابلها من تواجد العناصر المحلية، حسب تصريحاته لـCNN بالعربية على هامش افتتاحه للموسم الجامعي الاثنين.

وقال جيار: "حتى لو توجّب علينا تقديم الشكر لهؤلاء اللاعبين المحترفين نظير ما قدّموه لمنتخباتنا الوطنية، فإنه لا مفر من تكوين جيل محلي جديد يمثل الراية الوطنية في مختلف البطولات الدولية."

ولم يسلم رؤساء أندية دوري المحترفين المحلي من انتقادات الهاشمي جيار، الذي عبر خلال حديثه عن استيائه مما يقوم به رؤساء أندية دوري المحترفين الذين يبحثون، حسبه، على التتويج دون الاهتمام ببناء القاعدة، وأوضح قائلاً "البحث عن النتائج الفورية مهما كان الثمن أثبت عقمه ولابد من التركيز على العمل القاعدي إذا ما أردنا بحق التقدم والمحافظة على تواصل التمثيل الدولي للكرة والرياضة الجزائرية في الخارج."

انتقادات جيار لمحمد روراوة فسرها المتتبعون لشؤون كرة القدم في الجزائر بمثابة صراع واختلاف في الرؤى والأفكار، طالما أن الوزير يفضل الاعتماد على اللاعبين المحليين في منتخب كرة القدم  بينما روراوة يميل دوما للاعتماد على مواهب الكرة المحترفة بالخارج.

على أن البعض الآخر يرى أنه تباين مصلحي مستدلا في ذلك بخسارة الجزائر سباق الترشح لخلافة ليبيا في تنظيم كأس أمم إفريقيا 2013، وتصفيات بطولة إفريقيا المؤهلة لأولمبياد 2012، الموعدان اللذان تحمّس اتحاد الكرة لتنظيمهما، في حين لم تتحمس الوزارة لاحتضانهما.

وفيما يخص الانتقادات التي وجهها الوزير جيار لرؤساء الأندية المحترفة، فسر نائب رئيس جمعية رؤساء الأندية، عبد الكريم مدوار تصريحات الوزير على أنها هروب من الأمر الواقع.

ووفقاً لما قاله مدوار لـCNN بالعربية: "الوزير يدرك جيدا أن الانتقال من النظام الهاوي إلى المحترف الذي نادى به الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة يخدم كرة القدم ويحفظ مصالح الأندية، بينما الوزير في حد ذاته لم يطبق التعليمات ولم يسلم الأندية المنحة المالية التي وعد بها والمقدرة بمليون يورو لكل ناد."

وأضاف: "هذا دون الحديث عن قطع الأراضي التي وعدت بها الوزارة، فيما اكتفت فقط بتقديم حافلات وتسهيل مهمة انتقال الأندية داخل الوطن بخفض تكاليف السفر عبر الطائرة، ما عدا هذا لم نر شيئاً واليوم يأتي وينتقد سياستنا في العمل.

وتابع قائلاً: "يكفينا شرفا أن فريقي يحتوي على سبعة عناصر مثلت الألوان الوطنية وقمنا في شهر يوليو/تموز الماضي بتحويل هداف النادي، هلال سوداني إلى الاحتراف بصفقة هامة إلى نادي فيتوريا غيماريش البرتغالي، وهذا يعني أننا حريصون على عنصر التكوين ولم نغفله يا سيادة الوزير."

وواصل عبد الكريم مدوار، رئيس نادي أولمبي الشلف الذي أحرز لقب أول بطولة محترفة للدرجة الأولى الموسم الماضي، قائلا :"نحن مثلا كمسؤولين عن نادي أولمبي الشلف فقد توجنا الموسم الماضي بأول بطولة احترافية تشهدها الجزائر في النظام الاحترافي الجديد ولكننا لم ننل حتى الآن ولا سنتيم أو مكافأة من الوزارة، فكيف له أن ينتقدنا والوزارة في الأصل لم تف بوعودها؟"

يشار إلى أن الوزير جيار طالب في تصريحات صحفية سابقة رؤساء الأندية بتبني سياسة التكوين والإنفاق المالي الرشيد مقابل تقديم المنح المالية المقدرة بقيمة مليون يورو لكل ناد يلعب بدوري المحترفين للدرجة الأولى، لكن لحد الآن تبقى الأمور متوقفة وهذا ما سيزيد من اتساع رقعة الصراع أكثر للوزير مع رؤساء الأندية ورئيس اتحاد الكرة الجزائري محمد روراوة.

وتأتي انتقادات وزير الشباب والرياضة لقطاع كرة القدم على خلفية إقصاء المنتخب الجزائري لكرة القدم من التأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2012 بغينيا والغابون واحتلال الخضر المركز الثالث وقبل الأخير في المجموعة الثالثة التي تأهل عنها المنتخب المغربي كمتصدر للمجموعة بـ11 نقطة، فيما جاءت أفريقيا الوسطى في المركز الثاني، والجزائر في المرتبة الثالثة وأخيرا تنزانيا في المركز الرابع.