القاهرة، مصر (CNN)-- برأ رئيس الإتحاد الأفريقي لكرة القدم، عيسى حياتو نفسه من الاتهامات التي طالته في الآونة الأخيرة في قضايا الفساد داخل الكاف، مؤكدا أنه لم يتورط في أي قضايا على مدار 25 عاما قضاها على رأس الإتحاد الأفريقي لكرة القدم.
وقال عيسى حياتو في مقابلة مع CNN بالعربية، أن البعض حاول تصفية حساباته الخاصة مع الإتحاد الدولي لكرة القدم، ودفع هو ثمن ذلك من سمعته، إلا أنه رفض مقاضاة وسائل الإعلام التي نشرت تلك الاتهامات.
وأشاد حياتو، بتنظيم جنوب أفريقيا لبطولة كأس العالم 2010 رغم تشكيك البعض في قدرة جنوب أفريقيا على التنظيم قبل البطولة، ولكن أثبتت الدولة الأفريقية قدرتها على التنظيم الجيد، حتى أنها أصبحت أفضل ثالث بطولة في تاريخ المونديال.
ورفض رئيس الإتحاد الأفريقي لكرة القدم، ما إذا كان سيرشح نفسه لرئاسة الكاف في الانتخابات المقبلة، وأكد أن الوقت مازال مبكرا للحديث عن الأمر.
وأكد عيسى حياتو، أن الإتحاد الأفريقي تطور بشكل كبير على مدار25 عاما تولى خلالها رئاسته، سواء على المستوى المالي والتنظيمي والترويجي، حتى أصبحت بطولاته من البطولات الهامة على مستوى العالم.
وكان هذا نص الحوار:
هل تفكر في الترشح لرئاسة الإتحاد الدولي لكرة القدم؟
هذا أمر مستبعد تمام، ولم أصرح من قبل أني سأرشح نفسي لرئاسة الفيفا، رغم أن هناك من طلب مني ذلك، ولكن أرى أن الأمر بعيد عن اهتماماتي.
ما حقيقة الاتهامات التي وجهت لك بتقاضي رشى؟
هذا الاتهام كان أمرا مخجلا، وهو يدهشني ويفاجئني في الوقت ذاته، فأنا لم أتورط طوال مشواري الرياضي في أي قضية رشوة، وهو اتهام عار تماما من الصحة.
ما تفسيرك لهذا الاتهام؟
ما حدث بالضبط أنه في عام 1995 قرر الإتحاد الأفريقي لكرة القدم، إحياء الذكرى الأربعين لتأسيسه، ومنحت مؤسسة ( إنترناسيونال سبور ولوازير)، الكاف 25 ألف فرنك سويسري بشكل قانوني ومصرح به من المحاكم السويسرية، سلمتها للإتحاد الأفريقي كمساعدة لتنظيم الاحتفالات بالذكرى الأربعين، ولم أقبل بها إلا بعد عرضها على أعضاء اللجنة التنفيذية للإتحاد الأفريقي لكرة القدم للموافقة عليها، وبعد الحصول على موافقة الأعضاء جرى تحويل هذه المنحة مباشرة لحساب الإتحاد الأفريقي وليس لحسابي الشخصي.
للأسف من قصدوا مهاجمة الفيفا عادوا إلى وثائق هذه المؤسسة المتوقفة عن العمل واستخلصوا منها ما كان يبدو لهم مثيرا للفتنة وللشبهات، فكان سهلا عليهم اتهامي بالحصول على رشى وأنا في الواقع منها بريء، بل إنهم روجوا لملايين مع أن الأمر يتعلق بمبلغ لا يزيد عن 25 ألف فرنك سويسري.
من تراه وراء هذا الاتهام؟
لا يمكنني أن أتهم شخصا بعينه أو جهة بعينها، كل ما أستطيع أن أقوله أن توقيت ذلك تم اختياره بعناية فائقة وهو توقيت التصويت على البلدين المستضيفين لكأسي العالم 2018 و2022، فالقضية تعود إلى 16 سنة مضت، فلماذا انتظروا كل هذا الوقت لإثارتها على بعد يومين من تاريخ التصويت؟!
ألم تفكر في مقاضاة من نشر الاتهام؟
بالفعل فكرت في الأمر على مستوى اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم، لكن بلاتر وبعض الأعضاء قالوا بأنه من الأفضل التريث بعض الشيء، وأؤكد أنني لست المستهدف من وراء تلك الشائعة السخيفة، بل أن الفيفا بجميع جهاته كانت هدفا لهذه الحملات.
لماذا اختار الفيفا روسيا وقطر لتنظيم بطولتي كأس العالم 2018 و2022؟
أكبر أهداف الفيفا أن تنهض بكرة القدم في كل دول العالم، وروسيا قوة صاعدة، واعترف أن هناك دول جاهزة من الآن لتنظيم كأس العالم، وأقصد بذلك دولا مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي ترشحت لمونديال 2022 وإنجلترا التي ترشحت لكأس العالم 2018، إلا أن سياسة الفيفا تتجه بالأساس نحو نشر كرة القدم في جميع مناطق العالم، صحيح أننا لم نتشاور بهذا الخصوص، على اعتبار أن كل واحد يصوت بما يرضي ضميره، لكننا مجمعون على ضرورة أن ينفتح كأس العالم على مناطق جديدة، وهذا المبدأ عملنا به عندما منحنا للولايات المتحدة الأمريكية تنظيم كأس العالم 1994 وكان مناسبة لننصح الأمريكيين بإحداث بطولة احترافية.
أما يتعلق باختيار قطر لتنظيم كأس العالم 2022، فإننا لم نقف عند الذي سجله الآخرون من مؤاخذات، مثل الطقس الحار الذي تعرفه هذه المنطقة في فترة كأس العالم، بل سلمنا أيضا بأن منطقة الشرق الأوسط لم تنظم كأس العالم ومن حقها الكامل أن تحصل على فرصتها.
ما هي مواصفات الدول التي تنظم كأس العالم؟
أن تكون لديها ملاعب بمواصفات محددة ومضبوطة، أن تمتلك مرافق صحية وطرق وشبكة اتصالات على أعلى مستوى، وقطر عندما تقولون أن لها المال، فنحن واثقون أنها بهذا المال ستنجز كل ما وعدت به، وكان رائعا أن نسمع أن قطر بمجرد الانتهاء من كأس العالم سنة 2022 ستفكك كل الملاعب التي أقامتها لتصدرها إلى دول هي بحاجة إليها.
كيف نظرت لتنظيم جنوب أفريقيا لمونديال 2010؟
عندما منح الفيفا لجنوب أفريقيا تنظيم مونديال 2010 شكك البعض في نجاحها وقال البعض الأخر أنها صفقة خاسرة، وجاءت الحقائق لتؤكد عكس تلك الإدعاءات، فقد كانت كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ثالث أفضل بطولة من حيث الإقبال الجماهيري، فقد شاهدتم الملاعب التي جرت فيها المباريات، وأقول أن هناك دولا أفريقية بمقدورها تنظيم كأس العالم مثل المغرب الجزائر مصر ونيجيريا، وإذا ما منحنا اليوم هذه الدول الفرصة لتحضر نفسها لتنظيم كأس العالم، فإنها ستنظم كأس العالم بشكل جيد.
هل تفكر في ترشحك من جديد لرئاسة الكاف؟
عندما تنتهي ولايتي الحالية بعد سنتين سأكون قد أكملت 25 سنة على رأس الإتحاد الأفريقي لكرة القدم، وأعتقد أن أمامي وقت كاف لأفكر فيما سأقدم عليه سواء بإعادة الترشيح لولاية أخرى أو بإعلان انسحابي.
كيف تنظر للكاف بعد 25 عاما؟
لا يمكن أن نستمر لمدة 25 سنة من دون أن تكون لدينا سلبيات، ففي بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة تعرض منتخب توجو لهجوم ناري، وهو يستعد للمشاركة في البطولة، هذا حادث مؤسف لا يمكن إلا أن نضعه في الجانب السلبي، ويستطيع المتابع أن يحدد بدقة أين كانت الكاف قبل 25 سنة عندما تسلمت رئاستها وأين هي اليوم، ولكن ما أنا متأكد منه أن الكاف وعلى كافة المستويات (المالي، الترويجي والتنظيمي) تطور بشكل ملفت، وأصبحت بطولاته من البطولات الهامة والكبيرة على مستوى العالم.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.