القاهرة، مصر (CNN)-- أبدى مهاجم نادي "الزمالك"، الجزائري محمد أمين عودية، تفاؤله في قدرة فريقه على تعويض خسارته أمام "الأفريقي" التونسي، في إياب دور الـ32 لبطولة دوري أبطال أفريقيا، بعدما خسر الفريق المصري لقاء الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدفين، وأكد ثقته في قدرة الزمالك على التأهل لدور الـ16، ومواصلة المشوار الأفريقي.
وقال عودية، في مقابلة مع CNN بالعربية، إن الزمالك خسر أمام الأفريقي نتيجة عدم انسجام اللاعبين، بسبب توقف بطولة الدوري، وغياب الفريق عن المباريات الرسمية، وتأثر لاعبي خط الدفاع بشكل خاص، خاصةً وأن الزمالك لم يتعود كثيراً على مثل هذه الخسارة، معتبراً أن لقاء الإياب سيكون صعباً، إلا أنه ذكر أن "الزمالك قادر على التعويض، بما يملكه من لاعبين كبار يمتلكون الخبرات الكافية لتخطي تلك العقبة."
واعترف عودية بأنه لم يقدم المستوى الذي تنتظره جماهير الزمالك، ولكنه برر ذلك بتوقف بطولة الدوري، مما جعله لا يشارك كثيراً مع الفريق، كما أشار إلى أنه لم ينسجم بالدرجة الكافية مع بقية اللاعبين، نظراً لعدم إقامة مباريات رسمية، داعياً جماهير الفريق إلى "الصبر قليلا" عليه.
وأشار مهاجم المنتخب الجزائري إلى أنه وافق على التعاقد مع فريق الزمالك فور تلقيه اتصال من المدير الفني للفريق الأبيض، حسام حسن، معتبراً أن "الزمالك فريق كبير، وله سمعة طيبة في الكرة الأفريقية والعربية"، وأضاف أن "الانضمام لفريق مثل الزمالك أمر جيد"، وأنه استشار بعض المقربين منه قبل اتخاذ القرار النهائي، وشجعوه على اللعب للزمالك.
وفيما يلي نص الحوار:
كيف ترى مستقبل الزمالك في بطولة أفريقيا بعد الخسارة الثقيلة أمام فريق الأفريقي؟
لاشك أن الخسارة بأربعة أهداف مقابل هدفين أمام الأفريقي وضعت الزمالك في موقف صعب قبل لقاء الإياب، خاصةً وأن الأفريقي من الفرق الجيدة، ولكن هذا لا يعني أن الزمالك فقد فرصة الفوز والتأهل لدور الستة عشر، لاسيما وأن الزمالك يمتلك لاعبين كبار، لديهم الخبرة الأفريقية التي ترجح كفة الفريق في لقاء العودة، وما حدث في إستاد "رادس" لا يتكرر كثيراً لفريق الزمالك.
ما تفسيرك للأهداف الأربعة التي منى بها مرمى الزمالك؟
كان هناك حالة من عدم الانسجام بين اللاعبين، خاصةً في خط الدفاع، نتيجة غياب اللاعبين عن المباريات الرسمية لفترة طويلة، ما أثر على أداء الفريق بشكل عام، ولولا الهدف الرابع الذي أحرزه الأفريقي في الدقائق الأخيرة، لكانت مهمة الفريق أسهل في لقاء العودة، إلا أننا كلاعبين نعاهد جماهير الزمالك بتعويض الهزيمة في القاهرة، لاسيما وأننا نعرف أن الجماهير ستكون حاضرة في إستاد القاهرة لمؤازرة اللاعبين في هذا الموقف الصعب، وأصبحنا نعرف أكثر نقاط الضعف في فريق الأفريقي.
ما هي نقاط الضعف التي تراها في فريق الأفريقي؟
أحتفظ لنفسي بهذه النقطة، كما أن الجهاز الفني بقيادة حسام حسن، أصبح على دراية أكثر بممثل تونس، خاصةً وأن فريق الأفريقي لن يفرط في فرصة التأهل بسهولة، وسيسعى للاحتفاظ بتقدمه على الزمالك في لقاء الذهاب، ولكن الفوز بهدفين دون رد في اللقاء القادم، لن يكون صعباً على الزمالك، خاصةً وأن خط هجوم الفريق يضم لاعبين على مستوى جيد.
كيف ترى سيناريو لقاء العودة؟
سيناريوهات مثل هذه اللقاءات أصبحت معروفة للجميع، حيث سيحاول فريق الأفريقي "تمويت" اللقاء من البداية وبمرور الوقت لتزداد ثقة لاعبيه، في نفس الوقت سيضغط الزمالك من بداية اللقاء لإحراز هدف مبكر يسهل به المباراة، وستسير المباراة على طريقة "القط والفأر"، حيث يحاول فريق إحراز هدف، وفريق آخر يسعى لتمرير الوقت، والفارق الذي سيحسم اللقاء هو هدوء الأعصاب، فالفريق الذي سيحتفظ بهدوء أعصابه سيفوز باللقاء.
ولكن جماهير الزمالك لم تشعر بك حتى الآن؟
أعلم ذلك تماماً، خاصةً وأن جماهير الزمالك كانت تنتظر مني الكثير، ولكن الظروف التي مرت بها الكرة المصرية في الشهور الأخيرة، وقفت حائلاً بيني وبين تقديم نفسي للجماهير بالطريقة التي كنت أتمناها، حيث تعاقدت مع الزمالك في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، بعدها توقف نشاط كرة القدم في مصر بسبب أحداث المظاهرات التي شهدتها المدن المصرية، وبالتالي لم تتح لي الفرصة للعب مباريات كافية لتحقيق الانسجام بيني وبين بقية اللاعبين، وهو أمر ضروري للاعب جديد على الفريق، ولكن ما أعد به جماهير الزمالك، أنه عندما تتاح لي الفرصة سأكون عند حسن ظنهم بي.
لماذا وافقت على الانضمام لفريق الزمالك في ظل الأجواء المتوترة بين الكرة المصرية والجزائرية حينها؟
اللعب لفريق كبير مثل الزمالك أمنية أي لاعب، وعندما تحدث معي المدير الفني للزمالك، حسام حسن، وعرض علي الانضمام لفريقه، وافقت على الفور، لأن الزمالك فريق كبير في أفريقيا، وله سمعته الكبيرة في أنحاء الوطن العربي، ولم أضع في حساباتي الحساسية بين الكرة المصرية والجزائرية، لأنني كنت على يقين بأن هذه الحالة ستمر سريعاً، خاصةً وأن العلاقات بين مصر والجزائر تاريخية، ولا يمكن أن تفسدها مباراة كرة قدم، كما أن الفترة التي تعاقدت فيها مع الزمالك كانت طيبة، بعد تهدئة الأوضاع بين مسؤولي كرة القدم في البلدين.
ألم تخش من هجوم بعض المتعصبين عليك؟
أعرف بعض الأمور عن الجماهير المصرية من خلال مشاركتي مع منتخب الجزائر في مباريات مع منتخب مصر، أعرف مدى عشق تلك الجماهير لكرة القدم، مثل الجماهير الجزائرية، وهو ما شجعني على قبول التعاقد مع الزمالك فوراً وبدون تفكير، ولم أضع في حساباتي شعور المتعصبين، خاصةً وأن هناك لاعب جزائري في فريق الأهلي، وهو أمير سعيود، ولم أسمع عن أنه تعرض لأي مضايقات من الجماهير خلال فترة الأحداث الساخنة بين المنتخبين المصري والجزائري في نهاية عام 2009، وبالتالي فإنني غير معرض لذلك بعد التهدئة التي تمت بين رئيسي الاتحادين المصري والجزائري.
هل استشرت أحد من المقربين منك قبل اتخاذ قرار التعاقد مع الزمالك؟
بالتأكيد فعلت ذلك، وتحدثت مع بعض زملائي الذين لهم دراية بالكرة المصرية، وكلهم شجعوني على الانضمام لفريق الزمالك، لأنه فريق كبير وله سمعته الأفريقية والعربية، كما أنه كانت لدي رغبة في خوض تجربة الاحتراف في الدوري المصري، لما له من سمعة طيبة.
ماذا لو لم تعد بطولة الدوري المصري من جديد في ظل رفض عدد من الأندية استئناف البطولة؟
أنا متعاقد مع فريق الزمالك لمدة عامين، ومستمر مع الفريق لنهاية عقدي، ولا أفكر في التراجع عنه، خاصة وأني أشعر بارتياح لوجودي في مصر، ولا أعاني من أي مشاكل.