القاهرة، مصر (CNN)-- حمل قائد المنتخب المصري ولاعب فريق النادي الأهلي، أحمد حسن ، لاعبي المنتخب الوطني مسؤولية خروج الفراعنة من التصفيات المؤهلة لنهائيات بطولة كأس الأمم الأفريقية "غينيا الاستوائية والغابون 2012"، بسبب ما وصفه بـ"عدم احترامهم لمنافسيهم" من بداية التصفيات.
وقال أحمد حسن، الملقب بـ"الصقر"، في مقابلة مع CNN بالعربية، إن لاعبي منتخب مصر لم يقدروا منتخبي سيراليون والنيجر حق قدرهما من بداية التصفيات، وتعاملوا مع التصفيات على اعتبار أن منتخب جنوب أفريقيا هو المنافس الحقيقي الوحيد، وما حدث درس قاس من دروس كرة القدم التي لا تعترف إلا بالمجهود.
وأشار قائد منتخب مصر إلى أن مهمة المدرب القادم للمنتخب ستكون في غاية الصعوبة، بعد الإنجازات التي حققها المدير الفني السابق، حسن شحاتة، وأن الجماهير ستعقد المقارنة بينه وبين شحاتة، كما أن المدرب الجديد سيكون مطالباً بالوصول لنهائيات كأس العالم 2014، بعد الغياب الطويل للمنتخب المصري عن المونديال.
وأكد لاعب وسط فريق الأهلي أنه لم يجدد عقده مع ناديه، مشيراً إلى أن الأمر مؤجل لنهاية الموسم، رغم اقتراب عقده من نهايته بنهاية الموسم الحالي، وأعرب عن أمنيته بالاستمرار مع الأهلي، لأنه مرتبط بجماهير "الشياطين الحُمر."
وطالب حسن العاملين في منظومة كرة القدم المصرية بضرورة العمل على محاربة التعصب المتنامي في ملاعب الكرة في الفترة الأخيرة، معتبراً أن تلك الظاهرة ستؤثر على سمعة مصر، وليس على كرة القدم فقط، لأن اقتحام الجماهير للملاعب يؤثر على سمعة البلد.
وكان هذا نص الحوار:
لماذا فشل منتخب مصر في التأهل لنهائيات أمم أفريقيا 2012؟
السبب الأول أن المنتخب لم يهتم الاهتمام الكافي بفرق المجموعة السابعة التي شارك في تصفياتها، وتعامل الفريق بعدم احترام مع منتخبي سيراليون والنيجر، وكانت لدينا قناعة أن المنافسة ستكون مع منتخب جنوب أفريقيا فقط، وهى نظرية خاطئة في كرة القدم، التي تتطلب احترام جميع المنافسين، لذا فقد بدأنا التصفيات بتعادل مع منتخب سيراليون في القاهرة، وهو ما وضعنا في موقف صعب من البداية، وما حدث لمنتخب مصر في التصفيات الأفريقية درس قاس من دروس كرة القدم.
أما السبب الثاني، فالمنتخب شارك في التصفيات وينقصه عدد كبير من لاعبيه الأساسين، أمثال حسني عبد ربة، وعماد متعب، وعمرو زكي، ومحمد أبوتريكة، وأنا معهم ، وهو ما أفقد الفريق قوته الضاربة التي اعتمد عليها الجهاز الفني في السنوات الأخيرة.
ولكن البعض يتهم الجهاز الفني بعدم تجديد الفريق وكان ذلك وراء الخروج المفاجئ؟
لا أعرف ما يسمى بتجديد دماء المنتخب، وهو يختلف عن فريق النادي، فالمنتخب مفتوح أمام جميع اللاعبين ومن يستطع إثبات قدراته سيجد لنفسه مكاناً في صفوف المنتخب، وأشك في أن الجهاز الفني وجد لاعبا يستحق الانضمام لصفوف الفراعنة ولم يضمه.
ما رأيك في مطالبة البعض بضرورة إجراء عملية إحلال وتجديد في صفوف الفراعنة؟
أرفض ذلك تماماً، فاللاعب القادر على العطاء لابد وأن يستمر في صفوف المنتخب، فعلى سبيل المثال فقد حصلت على لقب أفضل لاعب في بطولة أمم أفريقيا الأخيرة 2010 بأنغولا، وعمري 35 عاماً، بمعنى أن كرة القدم لا تعترف إلا بالعطاء، كما أن حارس مرمى المنتخب عصام الحضري ، يبلغ من العمر الآن 38 عاماً، وهو أفضل من يحرس مرمى منتخب مصر حتى الآن، وهذا يؤكد ما أشير إليه، كما أن أي مدير فني جديد للمنتخب المصري سيضم اللاعب المفيد له بصرف النظر عن عمره، وهذا الكلام لا ينفي ضرورة إدخال عناصر جديدة للمنتخب، فهناك لاعبين صغار انضموا للفراعنة في الفترة الأخيرة، مثل لاعب الإسماعيلي عمرو السولية، 22 عاماً.
هل ترى أن منتخب مصر في حاجة لمدرب أجنبي أم مصري في الفترة المقبلة؟
الأمر ليس له علاقة بجنسية المدرب الجديد، ولكن له علاقة بقدراته وسيرته الذاتية، وقدرته على التعامل مع الواقع الأفريقي، وأرى أن التعجل في اختيار المدرب الجديد سيضر بمصلحة الفريق مستقبلاً، ولابد وأن يتأنى اتحاد الكرة في اختيار المدير الفني القادم، لأن الكرة المصرية مقبلة على تصفيات كأس العالم 2014، في يونيو/ حزيران المقبل، والجماهير المصرية متشوقة لوصول منتخبها للمونديال، بعد غياب طويل رغم البطولات الأفريقية التي حققها في السنوات الماضية.
الأزمة الحقيقة التي تواجه اتحاد الكرة حالياً، أن المدربين المصريين قد يكونوا غير مقنعين للجماهير في الفترة الحالية، كما أن التفكير في المدرب الأجنبي سيواجه بصعوبة توفير راتبه الكبير في ظل ارتفاع أسعار المدربين الكبار، كما أن مهمة المدرب القادم لمنتخب مصر ستكون في غاية الصعوبة، بعد الإنجازات التي حققها المدير الفني السابق حسن شحاتة.
هل عرض عليك رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم منصب مدير المنتخب مؤخراً؟
بالفعل حدث ذلك، ولكن اعتذرت عن ذلك لأن العمل الإداري لا يستهويني، كما إنني لم أقرر اعتزال كرة القدم بعد، ومستمر في الملاعب لفترة مقبلة، وأفكر في احتراف العمل الإعلامي بعد الاعتزال وليس العمل الإداري في كرة القدم.
هل جددت عقدك مع النادي الأهلي؟
تجديد العقد مؤجل لنهاية الموسم، ولا أفكر في هذا الأمر حالياً، وغير قلق على مستقبلي سواء مع الأهلي أو مع غيره، وإن كنت أتمنى الاستمرار مع القلعة الحمراء، وأرى أن هذا الأمر أخذ أكبر من حجمه في الآونة الأخيرة، فأنا مرتبط بجماهير الأهلي، ولكن في نفس الوقت فأنا لاعب محترف ومستمر حتى نهاية عقدي، ولن تقف الدنيا لو رحلت عن الشياطين الحمر.
لماذا يثار دائماً الكلام عن مفاوضاتك مع الزمالك ؟
مفاوضاتي مع الزمالك من وحي خيال الإعلام، ففي كل مرة ألتقي فيها بمدرب الزمالك حسام حسن، وهو صديق وزميل ملاعب لسنوات طويلة، تخرج بعض وسائل الإعلام لتتحدث عن مفاوضات بيني وبين الزمالك ، وهذا لم يحدث، ولو كنت راغباً في ذلك لأعلنته.
قرار التأجيل من النادي؟
نعم.. النادي قرر تأجيل أي مفاوضات لنهاية الموسم في ظل انشغال الجميع بالمنافسة على لقب الدوري الممتاز، وبالمناسبة فلم تحدث خلافات على النواحي المالية بيني وبين الأهلي، لأن هذا الأمر لم يفتح من الأساس.
من يحدد سعر اللاعب في مصر؟
الإعلام والجماهير هما من يحددان سعر اللاعب في مصر بكل أسف، فجماهيرية وشعبية اللاعب يلعبان دوراً كبيراً في تحديد سعره، وهذا كلام ليس له علاقة بالاحتراف، وأتمنى أن يأتي يوماً على الكرة المصرية يكون فيها تحديد سعر اللاعب بناء على عمله ومجهوده، لأن هناك لاعبين يحصلون على عقود بمبالغ طائلة لا توازي حجم مجهوده، والعكس صحيح.
قيل إنك كنت غاضباً من قرار عدم قيدك في القائمة الأفريقية لفريق الأهلي؟
هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، فعندما حل موعد القيد الأفريقي كنت في مرحلة العلاج الطبيعي من إصابة الرباط الصليبي، التي تعرضت لها في نهاية الموسم الماضي، والطبيب حدد موعد عودتي للملاعب في فترة قادمة، بما يعني أن ابتعادي عن القائمة الأفريقية الأولى كان أمراً منطقياً وطبيعياً، وللأسف الإعلام كان وراء الكلام عن غضبي وهذا لم يحدث.
أطلقت مشروع لمحاربة التعصب في الملاعب المصرية، فمتى بدأ التفكير في ذلك؟
في الآونة الأخيرة زادت حدة التعصب في ملاعب كرة القدم، ووجدت أن لاعبي الكرة بما يملكونه من شعبية وتأثير على الجماهير، لابد وأن يكون لهم دور في محاربة التعصب، الذي يهدد سمعة مصر وليس كرة القدم، وتحدثت مع لاعبي منتخب مصر في المعسكر الأخير للقاء جنوب أفريقيا، وسجلت معهم وجهة نظرهم وخرجت ببرنامج على قناة النادي الأهلي.
ما حدث في مباراة الاتحاد ووادي دجلة في الدوري من اقتحام الجماهير لملعب المباراة، وقبلها حدث نفس الأمر في لقاء الزمالك والأفريقي التونسي في بطولة دوري أبطال أفريقيا، لا يؤثر فقط على الكرة المصرية، بل يسيء لسمعة مصر كلها، وهو ما سيؤثر على السياحة المصرية، التي تعتبر مصدراً أساسياً من مصادر الدخل المصري، ووجدت أن ذلك سيؤثر على الجميع، فكان لابد من وقفة مع الجميع.
لماذا لم توجه كلامك للمسؤولين، خاصةً وأنهم متهمين أساسيين في تنامي ظاهرة التعصب؟
المسؤولون في الأندية لعبوا دوراً كبيراً في تزايد تلك الظاهرة، ولكن في نفس الوقت لعب الإعلام أيضاً دوراً أساسياً في تلك الظاهرة المؤسفة، خاصةً في ظل عدم وجود رقابة على الإعلام، كما أن المهنية غابت عن العمل الإعلامي، مع تزايد عدد البرامج الرياضية في المحطات التلفزيونية، لدرجة أن هناك برامج بعينها أصبحت متخصصة في خلق الأزمات والمشاكل بين الأندية والجماهير.