دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكدت مصادر في المعارضة السورية سقوط 17 قتيلاً على الأقل الأربعاء، بينهم ثلاثة أطفال، في مواجهات بين القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ومسلحين معارضين، تزامنت مع زيارة وفد وزاري عربي للعاصمة دمشق، تهدف إلى وقف عمليات القتل وإطلاق حوار بين الجانبين.
وقالت لجان التنسيق المحلية للثورة السورية إن طفلين على الأقل قُتلا الأربعاء، خلال معارك شهدتها مدينة حمص، فيما قُتل طفل ثالث في دوما، إحدى ضواحي دمشق، في وقت دعا فيه قادة المعارضة إلى إضراب عام في مختلف أنحاء الدولة العربية، التي تشهد أكبر احتجاجات مناهضة للأسد، منذ توليه السلطة خلفا لوالده عام 2000.
وعقد الرئيس السوري اجتماعاً مع الوفد الوزاري العربي، برئاسة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وتم خلاله استعراض المبادرة العربية حول الأوضاع في سوريا، كما تم الاتفاق على أن يكون هناك اجتماع بين اللجنة الوزارية العربية والحكومة السورية في 30 من الشهر الجاري.
ونقل التلفزيون السوري ووكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن رئيس الوزراء القطري وصفه للقاء مع الرئيس السوري بأنه "كان طويلاً وصريحاً، وجرى في جو ودي"، وأضاف: "تحدثنا في كل النقاط التي أتت في المبادرة العربية بكل إيجابية وصراحة، ووجدنا حرصاً للتوصل مع اللجنة العربية من قبل الحكومة السورية لحل هذا الموضوع."
وتابع قائلاً: "لذلك اتفقنا على أن نواصل الاجتماع في الثلاثين من الشهر الجاري"، لافتاً إلى أن هناك اجتماع آخر بين اللجنة العربية والحكومة السورية سواء في دمشق، أو على هامش مؤتمر لجنة مبادرة السلام في الدوحة، وقال: "هناك نقاط اتفق عليها وأخرى تحتاج إلى نقاش."
وتزامناً مع اجتماع الرئيس السوري والوفد الوزاري العربي، شهدت ساحة "الأمويين" بالعاصمة دمشق، مسيرة تأييد حاشدة للأسد، قالت وكالة الأنباء الرسمية أنها شهدت مشاركة نحو مليوني مواطن، تحت شعارات "عاش الوطن وقائد الوطن"، و"الشعب السوري عائلة واحدة."
وأكد المشاركون في "الاحتفال الجماهيري"، بحسب وصف "سانا"، تمسكهم بالقرار الوطني المستقل، ورفضهم لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤون سوريا، ودعمهم لبرنامج الإصلاح الشامل بقيادة الرئيس الأسد.
يُذكر أن وزراء الخارجية العرب كانوا قد قرروا في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تشكيل لجنة للاتصال مع السلطات السورية والمعارضة، بهدف عقد مؤتمر للحوار خلال 15 يوماً في مقر الجامعة بالقاهرة، ملوحين باتخاذ "ما يلزم لضمان أمن الشعب السوري."
وقد تحفظت دمشق على دعوة الجامعة العربية لحوار شامل في مقرها، مؤكدة أنها دولة مستقلة وذات سيادة وقادرة على إدارة شؤونها وحماية أمنها ومصالحها"، قبل أن تعود وتوافق على استقبال الوفد العربي.
وعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعهم بناءً على طلب من دول مجلس التعاون الخليجي، بعد أكثر من خمسة شهور على اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط نظام الأسد، والتي تقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 3000 قتيل سقطوا خلال المواجهات بين قوات الأمن والمحتجين.
ولا يمكن لشبكة CNN التثبت بشكل مستقل من واقع الأحداث في سوريا، بسبب القيود المفروضة على دخول الصحفيين الدوليين إلى أجزاء كثيرة من البلاد.