أسطنبول، تركيا (CNN) -- انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الاثنين، قرار جامعة الدول العربية بتعليق عضوية سوريا قائلاً إنه "قرار غير صائب"، كما اتهم الغرب بتحريض المعارضة السورية على تغيير النظام. في حين قال العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، إنه كان ليتنحى عن السلطة، لو أنه كان في موقع الرئيس السوري بشار الأسد.
ورأي لافروف، وبحسب ما نقلت وكالة أنترفاكس الرسمية، إن الغرب شجع المعارضة على مواصلة تحدي النظام، مضيفاً: "جرى تحريض معارضين متشددين لتغيير النظام ورفض أي دعوة للحوار".
ولفت إلى أن روسيا أصيبت بـ"خيبة أمل كبيرة" بدعوة واشنطن للمعارضة بعدم الإستجابة لعرض العفو وإلقاء السلاح.
واعتبر وزير الخارجية الروسي تعليق عضوية سوريا بجامعة الدول العربية بأنه قرار "غير صائب"، كما أوردت وكالة "نوفوستي."
أما مواقف العاهل الأردني، فقد جاءت في مقابلة مع شبكة الإذاعة البريطانية BBC، قال خلالها: "لو كنت أنا (في موقع الأسد) لتنحيت وتأكدت من أن الشخص الذي سيخلفني - وبصرف النظر عن هويته - سيكون قادراً على كسر الجمود الذي نراه."
وقوبل قرار الجامعة العربية، السبت، بتعليق عضوية سوريا، على خلفية تصاعد حملة القمع الحكومية التي تنفذها قوات الأمن الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، لسحق الاحتجاجات الشعبية، بترحيب من قادة العالم.
وقال وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، الاثنين: " اعتقد أنه لأمر جيد جداً أن تضطلع جامعة الدول العربية بدور ريادي في هذه الأزمة."
وأضاف: "ومن المهم في الاتحاد الأوروبي أن ننظر بتدابير إضافية لنزيد الضغوط على نظام الأسد لوقف العنف غير المقبول تجاه الشعب السوري."
وتابع" لقد تبنينا طائفة واسعة من العقوبات على سوريا بالفعل، وأعتقد بأن هناك أسبابا قوية للغاية تدعو للمزيد منها."
ومن جانبها، رحبت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بالجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية لاحتواء الأزمة الراهنة في سوريا.
وجددت المنظمة مطالبتها للسلطات السورية بتوخي الطرق السلمية وتطبيق الإصلاحات التي وعدت بها ووقف أعمال العنف ضد المدنيين، وذلك بهدف تجنيب البلاد مخاطر تدويل الأزمة وما قد ينجرّ عن ذلك من تداعيات خطيرة على الأمن والسلم في سوريا وبقية دول المنطقة، وفق بيان تلقته CNN بالعربية.
والأحد، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الخطوة العربية بأنه قرار "قوي وشجاع."
وحث كي مون في بيانه السلطات السورية على الإصغاء لدعوة الجامعة العربية للوقف الفوري للعنف المرتكب من قبل الجيش ضد المدنيين وعلى تطبيق خطة العمل بشكل عاجل وكامل.
وفور القرار، قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في بيان: "بعد فشل نظام الأسد الصارخ في الحفاظ على التزاماته، أظهرت جامعة الدول العربية ريادة في جهودها لإنهاء الأزمة وتحميل الحكومة السورية المسؤولية."
وأضاف قائلا "هذه خطوات مهمة تكشف عن مدى زيادة عزلة نظام انتهك بشكل ممنهج حقوق الإنسان والاحتجاجات السلمية."
من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن الإجراءات العربية تظهر "أن الوقت قد حان لزيادة الضغط على النظام السوري."
وأضاف أن "فرنسا ترحب بالتدابير التي اتخذت من جانب الجامعة العربية ضد النظام السوري.. وفي مواجهة تعنت بشار الأسد، الذين يرفض الوفاء بالتزاماته."
وأشار إلى أن "فرنسا تدعو المجتمع الدولي للاستماع إلى الرسالة من قبل الدول العربية، للتصرف بمسؤولية دون تأخير، من أجل وقف العنف وحماية المدنيين والسماح للتحول السياسي بالحصول في سوريا."
كما قالت منظمة العفو الدولية السبت إن قرار الجامعة العربية هذا يجب أن يمهد الطريق لمجلس الأمن، وأضافت "الآن حان الوقت لمجلس الأمن الدولي لخطوة فعالة تستجيب لأزمة حقوق الإنسان في سوريا."