CNN CNN

كلينتون لوفد معارض سوري: التغيير يتجاوز إسقاط الأسد

الأربعاء، 07 كانون الأول/ديسمبر 2011، آخر تحديث 10:32 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اجتمعت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، مع وفد من المعارضة السورية في مدينة جنيف السويسرية الثلاثاء، وقد أكدت أمامهم بأن التحول الديمقراطي في سوريا "لا يقتصر على التخلص من نظام (الرئيس بشار) الأسد" بل يتجاوز ذلك إلى وضع سوريا على مسار بناء حكم القانون وحماية الحقوق العامة لجميع المواطنين.

وأشارت المصادر الأمريكية إلى أن كلينتون دعت الوفد المعارض السوري، الذي ضم رئيس المجلس الوطني، برهان غليون، إلى الاجتماع من أجل سماع الخطط الموجودة لديه لإعادة بناء حكومة ديمقراطية في سوريا ومد اليد إلى الأقليات.

وقالت كلينتون إن المعارضة السورية تفهم ضرورة أن تحصل الأقليات السورية على "تطمينات" تؤكد لها بأنها ستكون "أفضل حالاً في ظل نظام حر ومتسامح،" وحضت المعارضة على مواجهة أسلوب النظام في وضع المجموعات العرقية والطائفية بمواجهة بعضها البعض وفق أسلوب "فرق تسد" على حد تعبيرها.

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن سفيرها في سوريا، روبرت فورد، سيعود إلى دمشق، التي غادرها نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي "للتشاور" بعد تهديدات أمنية، في حين أعلنت المعارضة سقوط 31 قتيلاً برصاص قوات الأمن الثلاثاء، بينما أشارت تقارير إلى اقتراح الأمين العام لجامعة الدول العربية عقد اجتماع عاجل لمجلس وزراء الخارجية العرب لمناقشة رد سوريا على بروتوكول بعثة المراقبة.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الأمريكية، إن فورد "سيعود إلى دمشق الليلة (الثلاثاء)" مضيفا أن السفير "أتم مشاوراته في واشنطن،" دون تقديم المزيد من المعلومات.

وكانت واشنطن قد استدعت سفيرها من دمشق في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي "نتيجة لتهديدات جدية تجاه سلامته الشخصية." واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، سوريا آنذاك بـ"الإثارة والتحريض" ضد السفير فورد، المعروف عنه انتقاده العلني للحكومة السورية وقمعها للمتظاهرين.

وتحدث السفير فورد أكثر من مرة بشأن العنف الذي تمارسه الحكومة السورية ضد المحتجين المناوئين لها، وشوهد مع المتظاهرين المعترضين للحكومة غير مرة، وبدا كأنه ناشط أكثر منه دبلوماسياً، حيث توجه (فورد) في يوليو/تموز الماضي إلى مدينة حماة ليعبر لأهلها عن دعمه لها في تظاهراتها، كما شارك مع دبلوماسيين غربيين  في عزاء الناشط غياث مطر.

وكان السفير فورد قد تعرض لحادثة في سبتمبر/أيلول الماضي عندما كان يقوم بزيارة لرئيس حزب الاتحاد العربي الاشتراكي الديمقراطي المعارض، حسن عبدالعظيم، أحد المحامين المعارضين للنظام في دمشق، حيث اعترضه عدد من مؤيدي النظام، الذين وصفهم مسؤول أمريكي بأنهم "مجموعة من الغوغاء المسلحين."

وكانت مجموعة من المتظاهرين المؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد حاولت اقتحام مجمعي السفارتين الأمريكية والفرنسية في دمشق، بحسب مسؤولين في البلدين، الأمر الذي أثار احتجاجاً قوياً من واشنطن وباريس.

وقد ردت دمشق على استدعاء فورد بإصدار قرار استدعت بموجبه سفيرها، عماد مصطفى، للتشاور.

العربي يقترح عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية

وعلى الصعيد العربي، نقلت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" عن مصدر دبلوماسي قوله إن العربي "أبلغ اقتراحه إلى الدول العربية المعنية بالأزمة السورية ومن بينها دولة قطر، كونها رئيسا للجنة الوزارية المعنية بسوريا ورئيسا للدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية."

وجاء هذا الاقتراح في رسالة خطية بعث بها العربي لوزراء الخارجية العرب في إطار التشاور حول الاستفسارات السورية حول وثيقة المراقبين، وفقاً للوكالة.

وكان وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، قد بعث في وقت متأخر الأحد رسالة إلى العربي، أشار فيها إلى أن "الحكومة السورية تود أن يجري التوقيع بينها وبين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على مشروع البروتوكول في دمشق، استناداً إلى خطة العمل العربية"، التي تم التوصل إليها أواخر أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي.

وأشارت الرسالة، التي أوردتها وكالة الأنباء السورية "سانا"، إلى "الاستفسارات والإيضاحات التي طلبتها سوريا من الأمين العام للجامعة، وردوده عليها، فضلاً عن المواقف والملاحظات التي تقدمت بها الجزائر الشقيقة، وما صرح به رئيس اللجنة الوزارية، والأمين العام للجامعة، تأكيداً لرفض التدخل الأجنبي في الشأن السوري، والتي تعتبر جميعها جزءاً لا يتجزأ، حسب فهمنا لمشروع البروتوكول."

كما جاء في الرسالة أن "الحكومة السورية تعتبر جميع القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة، بغياب سوريا، ومن ضمنها تعليق عضوية الجمهورية العربية السورية في الجامعة العربية، والعقوبات التي أصدرتها اللجنة الوزارية، والمجالس الوزارية العربية بحق سوريا، لاغية عند توقيع مشروع البروتوكول بين الجانبين."

مصادر المعارضة تشير إلى سقوط 31 قتيلاً

ميدانيا، قالت لجان التنسيق المحلية إن عدد القتلى جراء استخدام قوات الأمن للقوة في مواجهة المحتجين الثلاثاء وصل إلى 31، بينهم 30 قتيلاً في حمص، إلى جانب قتيل في حلب.

من جانبها، أعلنت وكالة الأنباء السورية أن الأجهزة الأمنية شيّعت جثامين سبعة قتلى من عناصر الجيش والأمن والشرطة، وقالت إنهم سقطوا بعدما "استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في حمص ودمشق وريف دمشق وإدلب."

كما قالت الوكالة إن قوات حرس الحدود في محافظة إدلب "أحبطت ليلة أمس (الاثنين) محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة إلى داخل الأراضي السورية عبر موقع قرية عين البيضا التابعة لناحية بداما. "

ونقلت عن مصادر أن قوات حرس الحدود "اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة مكونة من نحو 35 مسلحا ومنعتها من الدخول للأراضي السورية وأصابت عددا من عناصرها بينما لاذ البقية بالفرار باتجاه الأراضي التركية،" مضيفة أنه "سُمع صوت سيارات من الجانب التركي بادرت لنقل المصابين من أفراد المجموعة الإرهابية المسلحة."

يشار إلى أن CNN لا يمكنها تأكيد صحة هذه التقارير بشكل مستقل، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.