دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ما زال أيمن عبد النور يتذكر باعتزاز أيامه مع الرئيس السوري بشار الأسد، عندما كانا صديقين يتناولان العشاء معا، ويقضيان وقتهما في الحرم الجامعي بجامعة دمشق في الثمانينيات من القرن الماضي.
ويقول عبد النور، وهو مؤسس موقع "آول فور سيريا" الإخباري: "درست الهندسة وأراد (الأسد) أن يكون طبيبا.. لقد كان متواضعا جدا."
والآن، يعيش عبد النور في دولة الامارات العربية المتحدة، بعد أن هرب في عام 2007، مما يصفه بـ"عدم التسامح المتزايد في عهد الرئيس بشار الأسد،" الذي انتخب لولاية ثانية في تلك السنة بنسبة 97 في المائة من الاصوات.
وباعتباره كان من المقربين من الرئاسة ثم تحول إلى المعارضة، يخشى عبد نور على حياته، ويقول "نحن الأكثر استهدافا."
ووسط الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وقمع الدولة العنيف للمتظاهرين في الأسبوعين الماضيين، قال عبد النور إن السوريين يعانون عواقب قرار الأسد بمنح صلاحيات إضافية لقوى الأمن."
وأضاف: "بموجب القانون الذي أصدره الرئيس عام 2008، فإنها (قوى الأمن) محصنة."
وفي عام 2000 خلف بشار والده الراحل حافظ الأسد الذي حكم سوريا بقبضة لنحو ثلاثة عقود، وعندما تولى منصبه لأول مرة، خفف بعض القيود على الشعب السوري، ولكن مراقبين يقولون إنه قد تباطأ منذ ذلك الحين، أو ربما عكس خطواته نحو الإصلاح السياسي.
ويقول عبد النور إن "العديد من الغربيين كان لهم توقعات غير واقعية من الأسد بسبب خلفيته الشخصية، إذ درس الأسد، 45 عاما، طب العيون في لندن، لكنه أصبح الوريث لحكم سوريا على ما يبدو بعد وفاة أخيه الأكبر.
وأضاف: "هذه مشكلة من وسائل الإعلام الغربية التي تصوره باعتباره غربي يستخدم جهاز آي باد، ومتزوج من مواطنة بريطانية ويتحدث الانجليزية."
وتابع: "لكن كما قال مرات عديدة، وهذا لا يعني أنه غربي في تفكيره.. بالتأكيد هو سوري."
ورغم صداقتهما المحطمة، لا تزال مشاعر عبد النور مختلطة بشأن صديقه بشار، حيث يقول: "لقد كان رائعا حقا،" مشيرا إلى أن الأسد "يتلقى المشورة الخاطئة من حاشيته في مسألة إلقاء اللوم بالاحتجاجات على التدخل الأجنبي، بدلا من معالجة الأسباب الجذرية، مثل الظلم الاجتماعي."
وبينما يستعيد عبدالنور أيام الزمالة في الجامعة عندما كانا يتحدثان باستمرار عن سوريا في المستقبل، فإنه يقدم اقتراحا بسيطا لصديقه السابق مفاده: "استمع إلى الناس.. وسوف تدخل التاريخ."