أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال نشطاء سوريون إن قرابة 200 مركبة عسكرية تابعة للجيش السوري اقتحمت "جسر الشغور" فيما حامت مروحيات قتالية فوق سماء البلدة.
وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن وحدات الجيش "دخلت المدينة بعد تفكيك متفجرات وحشوات ناسفة من الديناميت زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقات،" وأضافت أن "اشتباكات شديدة بين وحدات الجيش وعناصر التنظيمات المسلحة في محيط جسر الشغور وداخلها أدت إلى مقتل اثنين من عناصر التنظيمات المسلحة."
ونقلت الوكالة أن جندياً قتل وأصيب أربعة أثناء الاشتباكات، وذكرت أن الجيش السوري كشف عمّا وصفته بـ"مقبرة جماعية ارتكبتها التنظيمات المسلحة بحق عناصر المركز الأمني في جسر الشغور بحضور أكثر من عشرين وسيلة إعلام عربية وأجنبية،" واتهمت "المسلحين بارتكاب "فظائع" بالجثث.
وتعرّض شمال غربي البلدة إلى قصف عنيف، وفق "لجان التنسيق المحلية"، وهي لجان أسست لتوفير أحدث وأدق المعلومات عن الاحتجاجات المناهضة للرئيس، بشار الأسد، والمطالبة بالديمقراطية منذ انطلاقها قبل عدة أشهر.
ويشار إلى أن السلطات السورية حظرت دخول وسائل الإعلام الأجنبية لتغطية الاضطرابات التي أوقعت، الجمعة، 25 قتيلاً، في مواجهات بين قوات الأمن السوري ومحتجين ضمن ما يُعرف بـ"جمعة العشائر"، وفق ما نقل نشطاء لـCNN، السبت.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري، الأحد، إن وحدات من الجيش دخلت "جسر الشغور" لتنظيف مستشفى المنطقة من عصابات مسلحة بعد تعطيل عبوات ناسفة مختلفة ومتفجرات زرعتها تلك العصابات في الشوارع والجسور."
ودان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في بيان، الأحد، استخدام قوات الأمن ضد المدنيين وأبدى قلقه تحديداً بشأن العنف الدائر في "جسر الشغور" قائلاً" للسلطات السورية واجب حماية مواطنيها واحترام حقوقهم.. استخدام القوى العسكرية ضد المدنيين أمر غير مقبول."
وكانت وكالة الأنباء الرسمية، سانا، قد نقلت الجمعة عن مصدر عسكري لم تسمه، بأن وحدات الجيش ألقت القبض على "مجموعتين قياديتين للتنظيمات المسلحة" بمنطقة "جسر الشغور"، بمحافظة "إدلب"، كما أشارت، نقلاً عن مراسلها، إلى "ضبط أسلحة رشاشة، ومتفجرات، وصواعق كهربائية، وشرائح هواتف نقالة تركية، مع عناصر التنظيمات المسلحة المقبوض عليهم."
وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن وحدات الجيش بدأت الجمعة بتنفيذ حملة عسكرية، قالت إنها تستهدف "ملاحقة التنظيمات المسلحة، وإلقاء القبض على عناصرها، في القرى المحيطة بالمنطقة، استجابة لنداء الأهالي في منطقة جسر الشغور."
وكان التلفزيون السوري قد ذكر في تقرير له الجمعة، أن الجيش بدأ عملياته العسكرية في مدينة "جسر الشغور"، مشيراً إلى أن أهالي المدينة ناشدوا الجيش التدخل لإعادة الهدوء والأمن إلى المدينة، التي ذكرت مصادر سورية رسمية إن "الجماعات المسلحة فيها قتلت 120 رجل أمن."
وكانت السلطات السورية قد توعدت "جسر الشغور" بالعقاب بعد حادث مقتل الجنود الأسبوع الماضي.
ويحمل النظام السوري تبعة العنف الدائر وإراقة الدماء على من وصفهم بـ"العصابات المسلحة" فيما يقول ناشطون ومحتجون إن قوات الأمن هي من تسبب في العنف.
وتتواصل حملات القمع السورية للاحتجاجات المتصاعدة ضد النظام في مختلف أنحاء سوريا، وفي وقت يفر فيه العشرات من مدينة جسر الشغور الحدودية إلى تركيا طلباً للأمن.
والسبت، نقلت تقارير تركية أن عدد النازحين السوريين داخل أراضيها إلى 4300 شخص.
هذا وقد نددت الإدارة الأمريكية بحملة العنف السورية واتهمت حكومة دمشق بالتسبب في أزمة إنسانية.