اتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أفادت منظمة حقوقية سورية، الاثنين، أن قوات الجيش فرضت سيطرتها على "جسور الشغور" بعد أن اقتحمت البلدة الواقعة شمال غربي سوريا، الأحد، وقامت بحملات تمشيط واسعة دون سقوط ضحايا أو اعتقالات، في الوقت الذي أبدى فيه وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، قلقه العميق حيال الوضع في سوريا.
وذكرت منظمة "لجان التنسيق المحلية في سوريا" بأن الجنود قاموا بعمليات تفتيش من بيت إلى بيت، إلا أن التقارير لم تشر إلى وقوع اشتباكات أو وقوع ضحايا أو اعتقالات.
ومن جانبها نقلت وكالة الأنباء السورية، سانا، أن "وحدات من الجيش السوري بدأت أمس الأول (الأحد) بإعادة الأمان والطمأنينة إلى مدينة جسر الشغور ومحيطها بعد تطهيرها من التنظيمات الإرهابية المسلحة التي روعت الأهالي واعتدت على الأملاك العامة والخاصة وعاثت تخريبا وفسادا في المدينة."
وتتهم السلطات السورية "جماعات إجرامية مسلحة" بالوقوف وراء العنف الذي تخلل الاحتجاجات الشعبية المناهضة للرئيس، بشار الأسد، التي اندلعت منذ ثلاثة أشهر.
وأدت العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش السوري لعمليات فرار جماعي هرباً من العنف، قال مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في أنقرة الاثنين، إن عدد اللاجئين السوريين الذين تمكنوا من اجتياز الحدود باتجاه تركيا بلغ حتى صباح الاثنين 6817 شخصاً على أقل تقدير، مشيراً إلى أن هذه الأرقام مرشحة للصعود مع استمرار العمليات.
وأبدى وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، الاثنين، قلقه العميق تجاه الوضع الخطير في سوريا، بما في ذلك في جسر الشغور، ما أدى لنزوح عدد كبير من السوريين فرارا من الهجوم العسكري الذي تشنه الحكومة.
وقال هيغ في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز": "أشعر بقلق بالغ نتيجة الوضع الخطير في سوريا، بما في ذلك في جسر الشغور، حيث شهدنا نزوح عدد كبير من المواطنين فرارا من الهجوم العسكري الذي تشنه الحكومة السورية"، نقلاً عن الخارجية البريطانية.
والأحد، قالت الإدارة الأمريكية إن تلك العمليات العسكرية تسببت في خلق أزمة إنسانية ودعت حكومة دمشق إلى وقف العنف والسماح بدخول منظمات إغاثية.
وطالب البيت الأبيض في بيان الحكومة السورية بوقف العمليات العسكرية قائلا: "الولايات المتحدة تدعو الحكومة السورية إلى وقف هذا العنف والسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول فورا وبدون قيود إلى تلك المنطقة لتقديم المساعدة للجرحى والمعتقلين والمدنيين النازحين بالداخل."
ومن جانبه، دان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في بيان، الأحد، استخدام قوات الأمن ضد المدنيين وأبدى قلقه تحديداً بشأن العنف الدائر في "جسر الشغور" قائلاً" للسلطات السورية واجب حماية مواطنيها واحترام حقوقهم.. استخدام القوى العسكرية ضد المدنيين أمر غير مقبول."
العثور على مقبرة جماعية
وفي شأن متصل، نقلت "سانا"، الاثنين، أن التلفزيون الرسمي بث، الأحد، صورا لمقبرة جماعية "لشهداء عناصر الأمن الذين قتلتهم عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة بوحشية في مدينة جسر الشغور بمحافظة ادلب قبل عدة أيام بحضور أكثر من عشرين وسيلة إعلام عربية وأجنبية."
وبث التلفزيون اعترافات "إرهابي"، يدعى أنور نافع الدوش، باعتباره أحد عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة في المدينة التي قامت بتنفيذ المجزرة بحق "عناصر الأمن"، طبقاً للمصدر.
و"اعترف" الدوش إن رئيس التنظيم الإرهابي يدعى حسين نواف، وهو العقل المدبر لـ"المجزرة" وهو من نفذ عملية إعدام رجال الأمن العشرة بقطع رؤوسهم، بدعوى أن يقومون هو في سبيل الحرية، على ما أوردت الوكالة الرسمية في سوريا."
وشكك نشطاء من "جسر الشغور" في المزاعم وقال أحدهم، ويدعى فادي، إن الجيش السوري قام بإعداد الحفرة خارج البلدة قبل أسبوعين ودفن فيها جثث سجناء.
وصرح فادي بأن لديه معلومات تشير إلى وقوع مواجهات بين اثنين من وحدات الجيش السوري سقط فيها العديد من القتلى.
ويشار إلى أن السلطات السورية حظرت دخول وسائل الإعلام الأجنبية لتغطية الاضطرابات القائمة طيلة الشهور الثلاثة الماضية، وهو ما لا يتيح لـCNN التأكد بشكل مستقل من كافة الإفادات.