الأمم المتحدة (CNN) -- أدت أعمال القتل والاحتجاجات التي تعصف بسوريا حالياً بالأمم المتحدة إلى إعلان إعادة نشر بعض موظفيها من الموجودين في سوريا في أماكن أخرى، وفقاً لما ذكره مايكل ويليامز، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان.
وعبر ويليامز عن قلقه جراء الأحداث الجارية في مدينة اللاذقية، التي شهدت توغل القوات السورية خلال الأيام القليلة الماضية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى واعتقالات.
وقامت الأمم المتحدة بسحب 26 موظفاً من الموظفين غير الأساسيين لديها، من بين أكثر من 160 موظفاً أممياً موجودين في سوريا، بحسب ما ذكر المتحدث الأممي.
يشار إلى أن أكبر عدد من الموظفين الأمميين في سوريا هم من العاملين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والذين يصل عددهم إلى 61 موظفاً.
من ناحية ثانية، من المنتظر أن يعقد مجلس حقوق الإنسان الدولي اجتماعاً خاصاً الاثنين المقبل لبحث الأوضاع في سوريا، وفقاً لما ذكره سيدريك سيبي، المسؤول الصحفي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان.
وقال سيبي إن الدول الأعضاء دعت إلى عقد الجلسة في جنيف بسويسرا، وقد تمتد لليوم التالي.
وتأتي هذه الخطوة لتعكس القلق والغضب الدوليين بشأن الأحداث في سوريا، خصوصاً بين الدول الكبرى والدول المجاورة لسوريا مثل تركيا والأردن، من بين دول أخرى.
وكانت تونس قد انضمت إلى كل من السعودية والبحرين والكويت في سحب سفيرها لدى دمشق بقصد "التشاور" وبحث الأوضاع الجارية في سوريا، بينما سبقتها قطر بسحب سفيرها احتجاجاً على تعرض سفاراتها للهجوم من قبل عدد من المتظاهرين المؤيدين للنظام في سوريا.
يشار إلى أن وزير الخارجية الأردني، ناصر جوده، دعا الأربعاء إلى وجوب إنهاء العنف في سوريا "فوراً والبدء بإصلاحات بدون تأخير" والاحتكام لمنطق الحوار لا العنف في سوريا.
من جهته، دعا وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، بعيد لقائه بجوده، إلى وقف إسالة الدماء والعمليات العسكرية في جميع المدن السورية، ودعا كذلك إلى سحب الجنود من المدن السورية، وبالنظر بالمطالب الشعبية وتحقيق التغيرات السياسية، مؤكدا دعم تركيا لمطالب الشعب السوري، وفقاً لوكالة الأنباء الأردنية "بترا."
وفيما يتصاعد الضغط الدولي على سوريا، ونظام الرئيس بشار الأسد، تقول المعارضة السورية إنها تتخذ خطوات لتوحيد جهودها بشكل أفضل.
وقال ناشطون إن جماعات المعارضة داخل سوريا تتجه نحو تشكيل جبهة موحدة تتضمن رموز المعارضة التقليديو من كل الأطياف والخلفيات بحيث تتضمن تمثلاً لجماعتين من أبرز الجماعات المعارضة.
وكانت السلطات السورية أعلنت الأربعاء انسحاب الجيش من مدينة "دير الزور" بعد استكمال مهمته بتخليص المدينة من "المجموعات الارهابية"، وذلك بعد قليل من إعلان إتمام قواتها الأمنية لمهمة مماثلة في اللاذقية، في الوقت الذي تقوم فيه عناصرها من الأمن والجيش بحملات عسكرية لسحق احتجاجات مناهضة للرئيس بشار الأسد، تشهدها أنحاء مختلفة من البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها في "دير الزور"، فيما أشارت إلى أن القوات الحكومية باشرت بالانسحاب من حي الرمل الجنوبي في اللاذقية، بعد أن "وضعت حدا للمجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين الآمنين بممارساتها الإجرامية"، وفق ما نقلت المصدر عن العميد محمد حسن العلي، مدير إدارة التوجيه المعنوي بوزارة الداخلية.
غير أن "لجان التنسيق المحلية في سوريا" فندت تلك المزاعم بالقول إن القوات الأمنية مازالت بالمدينة التي انتشر القناصة فوق أسطح مبانيها.